لم يصل ركعة واحدة، نطق الشهادتين .. ومات مجاهداً في سبيل الله
في طريق النبي صلى الله عليه وسلم إلى إحدى الغزوات جاء رجل يسأل : إلى أين أنتم ذاهبون ؟ قال له الصحابة : ذاهبون للجهاد في سبيل الله ، قال الرجل : ما معنى الجهاد ، فعلمه الصحابة معناه ، فسألهم : من أنتم ؟ قالوا له : نحن مسلمون ، فقال لهم : ما معنى الإسلام ؟ فأخبروه ، فقال لهم : من هذا (قاصداً الرسول صلى الله عليه وسلم) ؟ قالوا له : رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لقد سأل الرجل واستكشف عن الإسلام .. أحب الإسلام ، فقال لهم : أريد أن أسلم ، فجلس الرجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهر إسلامه ، قال : ماذا أفعل الآن ؟ قالوا له : ارجع إلى المدينة وتعلم مبادئ الدين ، قال لهم : لا .. أريد أن أذهب معكم ، قالوا له : نحن ذاهبون إلى الجهاد ، قال الرجل للصحابة : لا والله .. لن أرجع .. سوف أذهب معكم ، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم إصرار الرجل على الجهاد ، أذن له ، وشارك الرجل في المعركة واستشهد في سبيل الله .
هذا الرجل لم يصل ركعة ، ولا توضأ ، ولا يعرف القرآن ، فقط شهد الشهادتين ، وآمن بالله ودخل في الدين وقاتل وقتل .. عمل قليل وأجر كبير .
وهنا يثور التساؤل ما علاقة هذه القصة بلجنة التعريف بالإسلام ؟ سأقص لكم قصة توضح هذه العلاقة .. لقد جاء رجل إلى لجنة التعريف بالإسلام ، ودخل اللجنة وسأل عن الإسلام ، جلس معه أحد الدعاة ، ودخل في الدين وأعلن إسلامه وتعلم أركان الإسلام وبعضاً من مبادئ الدين ، لقد دخل في الإسلام من أول زيارة للجنة ، وبعدما خرج هذا الرجل من اللجنة وأثناء عبوره الشارع دهسته سيارة وسقط على الأرض وأقدم الناس ليسعفوه وذهبوا به إلى المستشفى ، لكن الوقت كان قد مضى وفارقت روحه جسده وتوفاه الله عز وجل .. أسلم ولم يتوضأ أو يصل ركعة واحدة ، دخل في دين الله .. والإسلام يجب ما قبله من الذنوب والمعاصي ، والتوبة تهدم ما قبلها وسيئاته قد تبدلت بإذن الله إلى حسنات .. الله أكبر ، إنها رحمة الله عز وجلّ بهذا الرجل حتى ما يكون بينه وبين أهل النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها بإذن الله ، من الذي أنقذه ؟ إنه الله عز وجلّ ، وما سبب إنقاذه ؟ لجنة التعريف بالإسلام ، أحد الدعاة علمه وشرح له الإسلام فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، أصبح مسلماً لعدة دقائق ، ثم توفاه الله عز وجل ومنّ عليه من فضله بأن أماته مسلماً فتلك رحمته سبحانه وتعالى .
هناك مواقف كثيرة متشابهة في سير الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، كانوا يدعون إلى للإسلام ، وحينما كان يشهر أحدهم إسلامه كان الصحابة يفرحون به كثيراً ، ويهللون ويكبرون فرحاً بإسلام أخ جديد لهم ، ومن فضل الله إذا مات هذا الشخص تكون خاتمته خاتمة حسنة ، حيث يموت مسلماً ويلحقه بالصالحين .. قال تعالى [إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً] .. إنها رحمة الله عز وجلّ .
يذهب دعاة لجنة التعريف بالإسلام إلى كل ميدان ، وينزلون في كل مجتمع وكل ساحة وكل مكان ، يخالطون كل الناس ، ولكن ! كم من الناس لم تصل إليهم دعوة الله عز وجلّ ، سواء كانوا في المزارع أو الشركات أو البيوت ، فمن الذي سيوصل الإسلام لهم ويدعوهم إلى دين الله ؟ هل فكرنا أن نوصل الإسلام لأولئك الناس ، ونبلغهم دعوة الله عز وجلّ ؟ ربما يموت الواحد منهم دون أن يدخل في دين الله عز وجلّ .. أسأل الله تعالى أن ينشر دينه ويثبت كتابه وسنة نبيه في الناس ، وأن يعلي كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله .. إنه سبحانه وتعالى قريب مجيب الدعاء .
وسوم: 639