أولياء الله

- أولياء .. جمع ولي .. والولي مشتق من الوﻻء وهو القرب ..

كما أن العدو من العدو وهو البعد .

وهو ليس كما تظن .. الذي يغطس في الماء أو الذي يطير في الهواء ..

- فولي الله من واﻻه بالموافقة له في محبوباته ومرضياته .. وتقرب إليه بما أمر من طاعاته .

وقد ﻻيكون له عمامة كبيرة .. وﻻ لحية طويلة وكثة ..

- القرآن الكريم أعطاك تعريفا بسيطا له : 

( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) يونس 63 

إيمان .. وتقوى ..

- واﻹيمان عرفه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم : إيمان بالله ومﻻئكته وكتبه ورسله واليوم اﻵخر .. مع إيمان بالقضاء والقدر .. وانتبه : خيره وشره . 

أما التقوى فتعريفها محدد : الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل .. والرضى بالقليل .. واﻻستعداد ليوم الرحيل .

فاﻷولياء هم الذين يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم .. فيلزمون أوامره ويجتنبون نواهيه .

إذن الولي .. مؤمن تقي .. 

فقد يكون دكتورا أو قد يكون حماﻻ .. 

قد يكون ذكرا .. وقد يكون أنثى ..

اسمع إلى قول المؤمنة الصادقة العابدة المخلصة رابعة تخاطب ربها في ظﻻم الليل

( في اﻷبيات المنسوبة لها وهي ﻹبي فراس الحمداني ) : 

فليتك تحلو والحياة مريرة 

وليتك ترضى واﻷنام غضاب 

وليت الذي بيني وبينك عامر 

وبيني وبين العالمين خراب

ﻻتقس اﻷمور بمقياس مادي .. فالله يقول عن المؤمنين ( يحبهم ويحبونه ) حب متبادل .. مع رفض كل مايقوله الحﻻج .. وكل شطحات البشر .. فالرب رب والعبد عبد .

- أئمة المذاهب الأربعة أبو حنيفة والشافعي ومالك وأحمد هم من كبار اﻷولياء .

- المحدثون العظام كالبخاري ومسلم وبقية المحدثين هم أولياء الله .

- قال شيخ اﻹسﻻم ابن تيمية رحمه الله : 

الناس على ثﻻث درجات : ظالم لنفسه - ومقتصد - وسابق بالخيرات .

فالظالم لنفسه : العاصي بترك مأمور أو فعل محظور .

والمقتصد : المؤدي الواجبات والتارك المحرمات .

والسابق بالخيرات : المتقرب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب .. والتارك للمحرم والمكروه .

- قد تكون أنت وليا وﻻتدري ..

لما قال القائل في أحد العزى لنا وﻻ عزى لكم .. احتار المؤمنون بماذا يجيبونه قال عليه السﻻم : قولوا الله موﻻنا وﻻ مولى لكم .

- من كان الله موﻻه حقا وصدقا .. طائعا ﻻ متمردا .. 

وحذف في تعامله مع الله كلمة( ﻻ ) وأبدلها بعبارة (سمعنا وأطعنا ) .. أعد قراءة العبارة : سمع وطاعة .

( فﻻ وربك ﻻيؤمنون حتى يحكموك فيم شجر بينهم ثم ﻻيجدوا في أنفسهم حرجاً مما ويسلموا تسليما ) النساء 65 .

والمعترض ينطرد من الحضرة اﻹلهية .. 

أنت إن فهمت اﻵية فأنت ولي الله .. ويكفيك شرفا أن تكون محبا لله .

- والوﻻية ليست حكرا على أحد .. 

وليست عﻻمة مميزة لفئة أو طبقة معينة من الناس .

والوﻻية ﻻتبيح لصاحبها فعل المحرمات .. وﻻتبيح ﻷحد أن يتوجه إلى من يسمون باﻷولياء فيرفعونهم إلى مقام النبوة .. فﻻ يردون لهم أمرا وﻻيناقشون لهم فكرا .. وﻻ رأيا .. 

وهذا كله من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه .. ومن أعظم أسباب وقوع الشرك في الناس .. فﻻ يدعون من دون الله .. وﻻيذبح لهم .. وﻻتقدم لهم القرابين .. وﻻيطاف حول أضرحتهم .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .