الإسلام أدب وذوق
همسة ...
لما نزلت الآية ( ياأيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكن لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) ٢ الحجرات
لذا كان أبو بكر رضي الله عنه لا يكلم النبي عليه السلام إلا همسا ، قائلا والله لا أكلمك يارسول الله إلا همسا ،
وكثيرا ما يقول العظيم محمد عليه السلام للعظيم الصديق رضي الله عنه ارفع صوتك ؟؟
الإسلام ليس غلاظة وخشونة ؟؟؟
المؤمن آلف مألوف ، ولا خير فيمن لايألف ولا يؤلف
إذا ذكرت بالخطأ وهو رفع الصوت ، فلا تأخذك العزة بالاثم فتقول :
أنا حر ؟؟؟
جلس هندي في الترام مقابل الأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي ومد رجله طويلا تكاد توضع في حضن الرجل الأديب فانزلها ، غضب الهندي ؟؟ فقال :
أنا هر ، أي حر ؟؟
أجاب الطنطاوي أنت هر ..
أنا هرين ؟؟
إن المخطى ليس هر ،
ولكنه كر ؟؟
أتدرون ما الكر ؟؟
هو بلغة العامة ولد الجحشة
وللفائدة نقول لانسان : أنت جحش ، لاتعني أن له ذنبا وحوافر ، بل إنه عنيد ؟؟؟
لذا يقول له الراكب (شو ) بالحلبية ،
و ( حا) بالشامية
علما أن الجحش ولد البقر الوحشي .
إن الإسلام يرفض الغلاظة في التعامل ، والفحش في القول ، والبذاءة في اللسان ؟؟
لذا المؤدب العظيم ابن هاشم عليه السلام لما ذكر المنافق قال :
( إذا خاصم فجر )
المسلم عف اللسان ،
رقيق الحاشية ،
لا يتلفظ بكلمات شنيعة فظيعة
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشّا ولا متفحشا ،
بل كان يقول عليه السلام :
( إن خياركم أحاسنكم اخلاقا ) البخاري .
( مامن شي أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، والله يبغض الفاحش البذي ) الترمذي عن أبي الدرداء عن المصفى عليه السلام
( إن من أحبكم إلي ، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي ، وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يارسول الله : قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟؟
قال : المتكبرون ) رواه الترمذي
( ألا أنبئكم بخياركم ؟؟ قالوا بلى ، قال : أحاسنكم أخلاقا ، وأطولكم أعمارا ) مجمع الزوائد
واعلم أيها المسلم أن :
( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) رواه الترمذي
أخو البشر محبوب على حسن بشره
ولن يعدم البغضاء من كان عابسا
نبينا عليه السلام أكثر الناس تبسما ، قالت عائشة رضي الله عنها تصف رسول الله :
( كان ألين الناس ، وأكرم الناس ، وكان رجلا من رجالكم ، إلا أنه كان ضحاكا بساما )
وعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن المصطفى عليه السلام :
( لا تحقرن من المعروف شيئا ،
ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )
رواه الترمذي وصححه الالباني
فالقسوة اسم من قسا القلب ، يقسو قسوة وقساوة وقساء :
وهو غلظ القلب
قال ابن منظور ( القسوة في القلب ، ذهاب اللين والرحمة )
قال الجاحظ ( القساوة : خلق مركب من البغض والشجاعة والقساوة )
والغلظة هي اسم من غلظ يغلظ غلظا ، صار غليظا
قال الشوكاني ( غلظ القلب : قساوته ، وقلة اشفاقه ، وعدم انفعاله للخير )
الابتسامة سنة نبوية ،
ووسيلة دعوية ،
ومفتاح للقلوب مع كل من تقابله وتدعوه ،
وهي صدقة لا تكلف درهما ولا دينارا ؟؟
الإسلام أدب وذوق يارعاك الله قبل أن يكون جبة ومسبحة ؟؟
( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ) ١٢٥ النحل
( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) يوسف ١٠٨
وقال الله سبحانه لنبيه المصطفى عليه السلام :
( ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) النخل ١٢٥
هدانا الله وإياكم لحسن القول
وحسن العمل
ولله الأمر من قبل ومن بعد
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 671