العاديات ...

الشيخ حسن عبد الحميد

سورة من كتاب الله  ، وهي الخيل تعدو في الغزو ، عدا في العربية ركض ، والعاديات صفة للخيل 

يقسم تعالى بالخيل إذا أُجريت في سبيله فعدت وضبحت ، وهو الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو .

هذه الخيول فتحت الدنيا وعلى ظهرها الأبطال 

يقول عنترة :  

حصاني كان دلال المنايا 

                   فخاض غمارها فشرى وباعا 

نحن الآن على هضبة في جبال ألبرت  في الأندلس ، ومكانها قرب غرناطة وقرطبة 

آلاف الخيل تصهل وتضرب الصخر بحوافرها تريد الإنطلاق ، ياخيل الله اركبي صاح بها القائد السمح الخولاني والي الأندلس بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز 

كانت العبارة كلمة السر في انطلاق الخيل 

وهجم قادة الكتائب ، وهم عرب تربوا في الصحراء على خشونة العيش ، ورباهم الإسلام على الفداء 

انطلق عشرة آلاف حصان عربي من البيرنة إلى سهل الرون ، الرايات تخفق ، هذه راية بني فلان ، وهذه راية بني فلان ، واللواء يحمله بطل تربى في محاضن الإسلام ، لا في محاضن الصبيان من غلمان البعث ؟؟

هم الآن يملؤن سهل الرون ، الخيول تصهل بصوت واحد ، وآلاف المهاجمين تصرخ الله أكبر 

زحف رباني ، تحفه عناية الرحمن ، واعترض القوم نهر اللوار ( واسألوا أساتذة الجغرافيا أين يقع نهر اللوار ) 

إنه جنوب فرنسا ، إي والله جنوب فرنسا 

القائد البطل السمح الخولاني أعطى كلمة السر للقادة حوله باقتحام النهر مهما كانت النتائج ، ودخلت آلاف الخيل في النهر تسبح ، لا يرى منها إلا الرأس والعرف ، والحصان العربي سبّاح ماهر ، تدرب على السباحة في نهر دجلة بأمر من سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، كان مريضا فاتخذ مقر قيادته على تلة عالية ، وانبطح على بطنه وهو يصدر الأوامر ، ياآل فلان يمين ، ياآل فلان شمال ، وخاضت خيول العروبة باسم الله أكبر نهر دجلة . 

وهي الآن تخوض نهر اللوار في أرض غريبة عليها ، عشرة آلاف حصان تخوض النهر المتلاطم الأمواج !!!

ياحسرة على جنرلات حرب حزيران !!! 

يقول أحدهم عندما سمع الطيران الأسرائيلي ملازم فلان ( وهو من الباب ) 

حط فوقي قش ؟؟؟ ينطق القاف باللهجة الحلبية ، قاف مرققة ، ووبخ الملازم سيده العقيد !!!

آلاف الخيل صارت على الطرف الثاني من نهر اللوار ، بدت أمامهم مدينة ليون ، وهي من عواصم فرنسا ، واسألوا السيد هولاند أين تقع ليون يأتيك الخبر اليقين ، واقتحم جيش السمح مدينة ليون ، ولو رأى ديغول الخيول العربية في ليون لمات كمدا ، وصات كلمة الله أكبر تدوي في ليون ، والحصان العربي يتجول في شوارع ليون وكأنه في الطائف . 

ورثنا المجد من آباء صدق  

              أسأنا في ديارهم الصنيعا 

إذا المجد القديم توارثته    

           بناة السوء أوشك أن يضيعا 

توجه البطل السمح الخولاني إلى مدينة تولوز  وأوشكت أن تخرّ بين يديه ، ووقع مالم يكن في الحسبان ، هبت أوربا من أقصاها إلى أقصاها للنجدة ، وساهمت بأشد المقاتلين بأسا وكونت جيشا ضخما ، وخيل للناس أن جبالا تلاقي الجبال ، كان السمح يظهر أمام جنوده في كل مكان ، وفيما هو كذلك أصابته رمية من سهم فخرّ صريعا عن جواده 

لما رأه المسلمون مجندلا فتّ الموقف في عضدهم ، وبدأت صفوفهم تتداعى ، وتداركتهم العناية الإلهية بقائد عبقري  فتولى أمر انسحابهم بأقل عدد من الخسائر ، وعاد بهم البطل عبد الرحمن الغافقي إلى أسبانيا ، لكنه عقد العزم على أن يعيّد الكرة من جديد 

( والعاديات ضبحا ) ....

عبد الرحمن الغافقي كان يؤمن بأن الإعداد للمعارك ( وليسمع قادة المجاهدين ) إنما يبدأ بإصلاح النفوس ، وأنه ما من أمة تستطيع أن تحقق غاياتها في النصر إذا كانت حصونها مصدعة ومهددة من الداخل . 

لذلك هبّ يطوف بلاد الأندلس وينادي : 

من كانت له مظلمة عند والٍ أو قاضٍ أو أي أحد من الناس فليرفعها إلى الأمير ، ثم أخذ ينظر في المظالم مظلمة مظلمة ، فيقتص للضعيف من القوي ، ويأخذ للمظلوم من الظالم .

ثم نظر في أمر عماله فعزل من ثبت لديه خيانة أو إنحراف ، وولى مكانه من استوثق من صلاحه ، وقرن القول بالفعل ، ودعم الآمال بالأعمال ، ودأب على الاجتماع بقادة الجند ووجوه القوم في كل بلد يحل فيه ، وكان ينصت إلى كل مايقولون ، ويدون جميع مايقترحون ، ولبث عامين كاملين يعد العدة للغزو الكبير ، فشحذ الهممّ وعمرّ القلوب 

هاهو عبد الرحمن الغافقي على أبواب باريس ومعه ٥٠ ألف مقاتل ، وانزلق حصان البطل من كثرة الدماء ، فوقع القائد العظيم على الأرض وكان القدر بانتظاره ، فمات شهيدا مبرورا عظيما على أبواب باريس ، ولو رأى نابليون حصان الغافقي لانتحر 

ياهذه الدنيا اصيخي وأشهدي     

                       إنا بغير محمد لا نقتدي 

جند عظيمنا المصطفى عليه الصلاة فتحوا الدنيا ، واسأل عن عقبة بن نافع يخوض بحصانه ماء المحيط الأطلسي ؟؟

اسأل عن قتيبة الباهلي على الحصان  يقود جيشا إلى الصين ، وجنرال منا يمر بمدرسة قتيبة فيقول : ( شنو هذا قتيبة ) 

أجل أيها الديري شنو قتيبة ، ظنه شيبوب صاحب عنترة ؟؟؟ 

رحم الله شهداء الإسلام على أرض فرنسا ، وعلى أبواب مدينة ليون . 

وحسرة على عرب اليوم دخلوا حرب حزيران وعلى رأسهم البطل الأسمر العبد الخاسر وقائدهم مشير فمات نصف الجيش المصري عطشا في سيناء وسبح الأخرون بالزلط هكذا طلبت إسرائيل !!!

كان العبد الخاسر محاصرا في الفلوجة ، مٓنْ فك حصاره !! إنها جماعة الله أكبر ولله الحمد ، فكت الحصار عنه بقيادة ضابط اسمه ولقبه الضبع الأسود .. اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان 

اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء ، 

ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات هم شهداء عند ربهم يرزقون .

مجرم ، أجل مجرم من يحارب شباب الصحوة الإسلامية ويسميهم ارهابيون 

خسأ والله من لم يسمهم مجاهدون أبرار ، يريدون أن يحرروا الديار .

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،

 ولكن أكثر الناس لا يعلمون 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 686