من دروس غزوة أحد
من أسوأ أثار النكبات والمصائب والكوارث على الأمم والمجتمعات ما قد يصيبها من يأس وقنوط فيقعدها عن العمل ويوقعها في حبائل التلاوم واستمراء اتهام وتجريم بعضهم لبعض أو يدفعها للتهور والمجازفة واقدام اليائس للإنتحار.
بينما الإستجابة الراشدة ورد الفعل الإيجابي هو الذي يدفع لمزيد من العمل بإبداع وإصرار وتصميم وتجديد ومراجعة عميقة للنفس والمسيرة وتقويم عادل موضوعي للمرحلة السابقة والتعرف على أسباب الإخفاق لتجنبها وجوانب الإنجاز والنجاح للبناء عليها وتعميقها وتطويرها وتوسيع مساحتها في جغرافيا العمل فالمسلم يُؤْمِن أن من تلافيف شدة ظلام الليل ينبثق نور الفجر مبشراً فتياً
ومن طواحين الألم والمعاناة تخرج التجربة والصلابة والوعي والنضج ومن مشاهدة تكالب وحقد ومؤامرات الأعداء تنبت وتشتد على سوقها الإرادة والعزم والتصميم والتمسك بالوحدة الإيمانية والمصيرية
والحرب كما علمنا التاريخ كرّة بعد فرّة ونهوض بعد عثرة ونحن أمة قد تمرض وتضعف مؤقتاً لكنها لا تموت وتتلاشى مادام في الحياة نبض وفِي البشر نفس ذاك وعدالله سبحانه وهو الذي لا يخلف وعده وذاك خبر رسوله ﷺ وهو من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
وسوم: العدد 719