لا مناص من يوم الخلاص
فاتحة الدعاء
يارب، أنت مخلصنا يا مقتدر، من هذا الحزن والعهر، جملة نرددها بحزن وقهر، تارة سرا وأخرى جهر، يا اللهي، حكامنا سفلة، عملاء وجهلة، فقدوا الشرف الضئيل، وبرعوا بالخداع والتمثيل، وبلا ثورة عارمة لا يوجد سبيل، نميل الى الحق يا ربٌ، لكن الباطل الينا يميل، أقول والدمع يسيل: هل من شيمة الثوار ان يتزعمهم عميل؟
دعاء يا ربٌ
يا رب، لا يحجب الدخان طلائع النور. ولا يخفي الظلام ضوء البدور، ولا تخفي الحقيقة خفايا الدهور. قطع الله دابر الفاسدين، وأذاقهم الشر المبين، ليكونوا عبرة للمعتبرين، ودرسا بليغا للناظرين. أللهم قلم اظافرهم، وزدهم عارا على عارهم، عاثوا في الفساد، وسرقوا البلاد، وسبٌوا العباد، الا يُستوجب رفع راية الجهاد؟
إعلموا يا فراعين العصر
سييسر الله لثورتنا الفتح الكبير، وببركته يَسهل الأمر العسير. لنستذكر تأريخنا بفخر ووقار، وماضي اجدادنا في معركة ذي قار، ومذاق طيب ذاك الإنتصار، سبحانك كيف تغيرت الأقدار، وتحولت المآثر الى إنكسار، وصرنا عبيدا، بعد أن كنا سادة وأحرار، واليوم تتلاعب بنا الأهواء بين مجرور وجار.
إعلموا يا طغاة العصر
ملئتم جيوبكم بالغنائم وصاحب المال الحقيقي نائم، الحكام والنواب إرتقوا الغنى بلا سلالم، والشعب لا هو ملوم ولا هو لائم، لكم اشهى الموائد، وتقتصر عليكم الفوائد، وللشعب فتات الولائم، وحتى على الفتات تجد لهم من يزاحم.
إعلموا يا دجاجلة
كثرت في بحر الدجل اساطيلكم، وتزاحمت فيه مراكب اباطيلكم، سيلحق اولادكم واحفادكم العار، غير مؤمّل العتق بشفاعة من النّار، وعدتم بالآمال والرفاه وأخلفتم، وحلفتم بالإصلاح ولم توفوا بما حلفتم.
سيماكم الدجل، ولا نرتجي منكم أمل.
إعلموا يا مستبدين
قلوب العراقيين كسيرة، واحدهم يجهل مصيره، فقد رضوا باللقمة اليسيرة، حتى اللقمة صارت عليهم عسيرة، ارتضوا النوم على الحصيرة، ومصيبتهم مبعثها الجيرة، جار لم تفارقه النار، يدعي الاسلام وهو على الاسلام عار، بسببهم ضاع العدل والحق، وصار العراق عبدا مسترق، وقيمة العراقي عندهم كقيمة حيوان نفق.
اعلموا يا عراقيين
ضاع الأمل والرجاء الأسنى، وصرنا عبيدا وأسرى، لبني الروم وكسرى. سددوا الى رؤسنا السهام، فعصى علينا الإفهام ، وصار الخنوع شوق وإلهام، فوي عقل الوطني ألف علامة إستفهام.
تاجروا الدجاجيل في سوق الأئمه، وعاثوا فسادا بالأمه، وصار لكل عراقي همٌه.
إن موج الفساد عالي يا سائل، وما أبعد الغريق عن الساحل. سرقونا أمام أعيننا بعقوقنا، وبصمتنا الرهيب ضيعنا حقوقنا.
للحق ربٌ يُعليه، وللوطن شرفاء تفديه، وللفساد شيطان يحميه، والغلبة للحق يا عاقل، ومهما طال الأمد سيزهق الباطل، ويجر ورائه ذيول الخيبة، وكل ما حواه من فسساد وريبة.
وسوم: العدد 1020