لا تقابل الإساءة بالإساءة
في الحياة تواجهنا المسّارات كما يواجهنا الضيق والشدة ، نلاقي صنوفا من المعاملات الممزوجة بالأخطاء في حق أنفسنا ، تجدنا نتألم في داخلنا ، نرفض الموافق التي تعكّر صفو أمزجتنا .
نحاول أن دفعها بالصّراخ و العويل ، بل نحاول أن نرد الكيل كيلين .
بل تدفعنا عزة النّفس لنقاطع من أساء إلينا ، تحملنا كرامة أنفسنا لهجره .
كل تلك الردود يسهل القيام بها ، و تنفيذها بحذافيرها ، بل يلجأ إليها ضعاف النفوس ، الذين يقابلون الإساءة بالإساءة، فتحملهم النزعة السّلبية فيهملون من أهملهم ، يحبسون الودّ والوصال عن المسيء.
و كمال النفس ترفض مثل هذا السلوك ،
قد يظن البعض أن تجاهل الإساءة عجز وضعف ، وهي في حقيقتها قوة ، لا يتمثل بها إلا الأقوياء من الناس .
لهذا وجدنا حبيبنا رسول الله يوجهنا لمراتب التميز في توجيه نبوي ما أحوج مناهجنا أن تستلهم منه الدروس و العبر.
ومن أجمل ما وصّى به النبيُّ -صلّى الله عليه وسلم - عقبةَ بنَ عامرٍ - رضي الله عنه - وهو يمشي معه أنه قال له: " يا عقبة بن عامر! صِلْ من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك"،
و في السياق نفسه تحملنا الذكرى لنذكر بلطائف روائع الأخلاق ، نستقيه من النبع الصافي من هدي خير البرية .
تقول السيدة خديجة - رضي الله عنها- تعدد خلال رسول الله و أخلاقه : " فو الله إنك لتصل الرّحم، وتَصْدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتَقْرِي الضيف، وتعين على نوائب الحق"(متفق عليه).
هذه أخلاقه محمّد صلّى الله علبه وسلّم مع القريب والبعيد ، والصاحب والمخالف ، هذه أخلاقه مع المحسن إليه والمسيء .
ليتنا نتعلم من هديه مرصوفات الأخلاق والقيم التي تسعد بها الإنسانية التافهة، التي تبحث عن الخلاص والنجاة .
وسوم: العدد 1051