حكم .. خواطر ... وعبر(147)

1 – مصافحة الأحباب تيار كهربائي يدب في الجسد، فإذا رافقته الابتسامة، اجتمع لينسكب أنسأً وسعادةً في القلب.

2 – النبل والوفاء: بضاعة نادرة نفيسة، إذا أردت أن تشتريها، فابحث عن أهلها، وتحرَّ بدقةٍ عن منبتها وأصلها قبل أن تقتنيها.

3 – الأمة الناجحة: بحاجةٍ إلى مواقف الرجال، وتضحية الأبطال، وتوجيه العلماء، ونصيحة الحكماء، ومواقف الساسة والأمراء، وصبر الشعوب على الضراء واللأواء.

4 – الفرق بين الكلمات الراقية العذبة، كالفرق بين أطايب الفواكه والثمر، وللناس فيها مذاهب ومشارب.

5 – حب الشهرة: مرض يصيب الخائبين والعاجزين وسقط الناس، فيندفعون بغرور وحماقة ليدخلوا التاريخ من عجزه.

6 – شتان بين من يحسن بنا الظن، ولو أرتج علينا وخاننا التعبير، وبين من يلوي أعناق كلامنا إلى الجهة التي يريدها، حتى ينال منا ويديننا .

7 – يقدمون أنفسهم أصدقاء ناصحين، ليحذروك أن تخدع بفلان وتقع بمصيدة فخه، وتمضي الأيام فتراهم عند فلان أصدقاء ناصحين يحذرونه منك!.

8 – رقي الحديث والعبارات، واختيار الجمل والكلمات، كماءٍ عذبٍ زلالٍ، يقدم هديةً لظامئٍ تائهٍ في الصحراء.

9 – شويكات صغيرة قاسية متناثرة، تغز جسدك بعمق ولا يراها الآخرون، فيا ألمك إن صمتّ، ويا فضيحتك إن صرخت.

10 – قد تكون مصيباً وعلى حق، ولكن لا تدَّعِ معرفة الحق واحتكاره.

وقد يكون خصمك مخطئاً، ولكن لا تجزم بأنه مخطئٌ وعلى باطل.

11 – في عالم الاستبداد: الأحذية مقاسات، والحذاء الكبير ينتعل الحذاء الأصغر، فيمسح به الأرض ويمرغ وجهه وأنفه في التراب، وبحسب حجم الحذاء تكون ضريبة الذل والعبودية، لحذاء السيد المستبد الأكبر.

12 – بشاشة الوجوه: روح القلوب، وحلو الكلام: كأطايب الثمر التي يستقبلها العقل، فيشعر بالشبع والارتواء، واللذة والسعادة.

13 – إذا كان ذيلك يُجًرُّ خلفك طويلاً كثر داعسوه، تخلص من الحواشي الزائدة، واحتفظ منه بما يذب عنك، ويستر عورتك، ويحفظ توازنك.

14 – لابأس من استراحة محاربٍ على قارعة الطريق، إذا نال منك التعب أو تربص بك العدو، ولا ضير في تراجع قصير إلى استراحة حصينة، لالتقاط الأنفاس وتعديل الخطة، لانطلاقةٍ جديدة، ولكن إياك من: النكوص، والانحراف.

15 – يخوضون ويغطسون في مستنقعات آسنة، وهم يحلمون أنهم يطيرون، فوق الأمواج، وقمم الجبال، على بساط الريح.

16 – مؤلمٌ أن يكون من يقدرك ويحترمك بعيداً عنك، ومن يحيط بك لا يفكر بك إلا للمصلحة، وإلا: فالذم والقدح والحسد.

17 – ما زالت بعض الذكريات التي تداهمني تشعرني بالراحة والسعادة، وترسل بخيالي يحلق عالياً يعانق السحاب، ولو قدر لي أن ألتقي بأصحابها اليوم، لهربت مبتعداً وغيرت طريقي!.

18 – إذا صلح حاله، وحسن سلوكه، واعتدل أمره، واستقامت طريقته، وترك شقاء ماضيه خلفه، نظروا إليه بارتياب، وتساءلوا فيما بينهم: عن نوع القناع الذي يلبسه، ولم لبسه، وما الخطوة التي بعدها حتى ينزعه؟ !.

19 – ضنك الأيام سيحني ظهرك، وتجارب السنين ستغزو شعرك، ويشيب ما تبقى منه، وصخب الأوجاع والآلام ستنهك جسمك، لكنها جميعاً ستمنحك: الهدوء والراحة والحكمة والوقار، فلا تبتئس لمستقبل الأيام.

20 – الموت: هو الحقيقة الأهم، التي ستبقى جاهزةً لمداهمتك في كل لحظة، فلا تقلق كثيراً لزيارته التي لا ترد، على أن تكون مستعداً بعملك وزادك لما بعده.

وسوم: العدد 1051