حفظ السر
08كانون12023
د.عثمان قدري مكانسي
قال تعالى :
{ وَإِذ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعضِ أَزواجِهِ حَديثًا فَلَمّا نَبَّأَت بِهِ وَأَظهَرَهُ اللَّهُ عَلَيهِ عَرَّفَ بَعضَهُ وَأَعرَضَ عَن بَعضٍ فَلَمّا نَبَّأَها بِهِ قالَت مَن أَنبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ العَليمُ الخَبيرُ }التحريم 3
بَيْن الرجل وزوجته أسرار لا ينبغي لأحدهما إذاعتها
- قد يُحَدِّث الرجل بسره إحدى نسائه ويكتمه عن غيرها
- وكلمة بعض: اثنتان فما فوق. فقد يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصّ اثنتين أو أكثر بسره
- ولعل واحدة منهن تكلمت به ( نبأت به) وما كان لها أن تفعل ذلك.
- لأهمية الحديث- وما عاد سرّاً- نبأه الله به
- النبأ أمر عظيم فوق الخبرن وخبر خطير مثاله: (هو نبأ عظيمٌ)
- لا بد من العتاب أو أكبر منه أو أقل لمن لم يحفظ السر ؛ وقد يكون عقاباً؛ حسْبَ أهميته.
- إن كان السر مُهمّا وفشا وجب تنبيه صاحب السر ليأخذ احتياطاته .
- قد يتصرف صاحب السر ببعض ما كان؛ نوعا من التنبيه اللازم دون أن يذكره كله، فيعاتب به كله أو ببعضه حسب أهميته ؛ أو حسب الموقف المناسب؛ هنا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الخبر، وتغاضى عن بعضه.
- للمخطئ أن يتحرى حقيقة من كشف إفشاء السر، وهي أمنا عائشة.
- ولصاحب السر أن يكتم الجواب،أو يفصح عنه؛ ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن المصدر من استفسرت عنه.
- ذُكِرَ المصدرُ - هنا- وهو الله تعالى العليم بكل شيء الخببر به ، وهذا توثيق متين يُسكِتُ المخطئ فيعترف بذنبه.
- اثنتان أفشتا السر ؛ وفي القرآن ذكرت واحدة لكنَّ التوبة طُلِبَت من اثنتين ، فَعُلِم أنهما جميعاً أفشتا السرَّ،
- وواحدة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المصدر ، وهي السيدة عائشة ،فأخبرها وحدها؛ لأنها من سألت.
- وهي من أخبرت ضرتها بما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلتا.
- ولأن الاثنتين حفصة وعائشة رضي الله عنهما أخطأتا أمِرَتا بالتوبة.
- فإن تابتا - وتوبتهما دليلُ صدقِهما - أشرق قلباهما بنور التوبة والصفاء.
- وإن أصرتا على ما فعلتا خابتا، وحاشا أن تُصِرّا على خطئهما. ودليل توبتهما بقاؤهما في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. مات وهما في عصمته.
- ودليل الخيبة أن الله تعالى يؤيد نبيه ؛ ومن كان الله تعالى معه ظهر وفاز .
- إن الله وليُّ الصالحين، ورسولُ الله سيد الصالحين.
- على الرغم أن تأييد الله تعالى يكفي للفوز فسبحانه يعلمنا دعم المواقف ما استطعنا؛ فجبريلُ عليه السلام وصالحُ المؤمنين والملائكةُ من مؤيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- إنّ حشدَ التأييد داعم رائع للمواقف ولو كان الداعم الأول يكفي ويزيد.
وسوم: العدد 1061