قوتك في التجاوز

يقول بصوته السّجي  إذا استطعت أن  تتجاوز الهموم   الصّعبة   في حياتك فسوف تفهم رسالتي .

قلت: كيف ؟! 

قال : حاول أن تتجاوز الأمور التافهة ، فالوقوف عندها مرض مزمن ، فالذين يحبسون أنفسهم عند التوافه ، سيحرمون أنفسهم  لذة تنتظرهم ، فكم من محرومين   حبسوا  أنفسهم عند إخفاقات عارضة واجهتهم ، ظلوا  يبكون كالنائحات  في المعازي ، ظلوا يلبسون ثياب الحداد الأسود، يقتلون النفس كمدا وندما على أخطاء عارضة  ، كانت  تحتاج منا فقط التصحيح والتصويب  ثم الانطلاق .

يقول حاول أن تتجاوز أولئك الذين  ينغصون  حياتك ، تجاوز الأشخاص النّكدين ، الذين يفتعلون الأزمات ، حاول أن تتجاوز الذين يرهنون أنفسهم في الصراع القاتل ، الذين يسودون الأيام الأتية ، الذين يخنقون نسمات الجمال والذوق الرّاقي  ، على  الإنسان الواعي  تحاشيهم والابتعاد عنهم ،  فهم في الحقيقة  مصدر قلق وفزع لكل عابر .

حاول أن تتجاوز من  يرفضون  الإبداع والتجديد ، الذين يرفضون  الحركة ،  يفضلون  السكون ، يفضلون حياة الكسل  ،  يرضون  العيش في بطالة في هوامش الطرقات  ، يفضلون  الخمول و القعود في العتبات،  يندبون   حظهم السّيء  ، ولو انتبهوا فإن  حظهم  في السعي والحركة  .

حاول أن تتجاوز لحظات الضيق والشدة ، فالأحوال متغيرة ، لا يستقر لها ثبات ، فلا الأحزان  تدوم. ولا العافية تدوم ، ولا الأسقام  تدوم ولا الأفراح تدوم ، ولا القوة تدوم ولا الضعف يدوم،  يكفيك أن تتجمل بالأمل والرضا ،  فتقطف  أجمل باقاتها في البساتين والروابي الزاهية ، فتعيش أجمل لحظاتك متناغما مع أجواء الطبيعة   ،عليك أن تتجاوز  كل لحظة توهن  طاقتك ،كل لحظة  تضعف عزيمتك ، وقد وجدت  راحة النفس في الترك  ، وتطبيق وصفة  إلا  بالتجاوز .

ثم ختم نصحه قائلا  : إذا حرم المرء  النفس أن تعيش  بخلق  التجاوز ، فسوف يعيش ككائن مصروف عن الوجهة والهدف ، بل تصبح حياته  يكسوها القلق ، وتستحيل حياته  جحيما ، وهي حقيقة يعيشها  أولئك الذين عجزوا أن يتخطوا  ويتجاوزوا  المعوقات  ، فتراهم يعيشون الاضطراب والهزات في جميع  صروف حياتهم ، وفي نهاية المحصلة  تراهم يعيشون الإخفاق الذريع .  

وسوم: العدد 1085