أعد ترتيب أولوياتك
يقول لي: هوّن عليك ، وحاول أن تنظر بعيدا للأفق ، فتحمل معك قلما وورقة ، وتركز معي لهمساتي ، فلربما تكون فيها فوائد تنفعك ، فتحمل كلماتي محمل الجدّ ، فنحن في زمن عزّ فيه الناصح ، وقلّ فيها الآخذ بالنّصيحة .
يقول لي : وجدت الكثير يهمل السّنن ، يمهل التّخطيط ، فحياتنا مدرسة مفتوحة ، مملوءة بالفرص ، مليئة بالتّجارب.
ربّما يكون لِلْكثير مشاريع وبرامج ، ويوجد لدى بعضهم اهتمامات كثيرة ، لكنّ المؤسف ، أن تلك المشاريع والبرامج معدومة الرّوح ، تحتاج لهندسة وترتيب أولويات .
أنصحك أن تتّجه لذاتك ، تبحث عن خصائصك النّفسية ومواهبك ، واستعداداتك ، و طاقتك الكامنة .
أنصحك أن تتحدى المعوقات ومكبلات الانطلاق ، فحينها تتحرّر الرّوح من الأسر والضّغوطات الخارجية ، فسوف تنطلق صوب الهدف بقوة وعزيمة .
و اعلم أن الموارد والإمكانيات المتوفرة لها أهميتها ، لكنّها لا تعطي أكلها ، ما لم نفجّر الطّاقة الموجودة بداخلنا ، ونستغلها أحسن استغلال . الموهوبون في كلّ مجالات الإبداع وظفوا أقصى قدراتهم ، فحقّقوا بذلك الرّيادة والتّميز في مجالات تخصصهم .
قد لا يعير البعض أهميّة صرف الأهداف في اتجاهها الصّحيح ، فيتجه الاهتمام لفروع القضايا التافهة ، فتصرف بذلك الجهود الكبيرة لمشاريع صغيرة ، وكان حقّها أن تستغلّ في الأمور الكبيرة والقضايا ذات الأولوية ، تستغلّ في القضايا الاستراتيجية الّتي تشغل عقول الكِبار .
قد تنسينا انشغالنا بالمشاريع ، أن لا يكون في مخرجات أهدافنا اهتمامات خاصة ، يعود علينا نفعها ، نحقق من خلالها سعادة ذواتنا ، وتكون لنا في مشاريعنا مخرجات لها عوائد إنسانية ، نسعد بها غيرنا ، فإن لم يكن لمشاريعنا عوائد نفعية ، نلمس أثرها في المجتمع ، فالإنسان الناجح دائما يسعد بسعادة الآخرين .
ولنضع نصب أعيننا ، حقيقة مهمة أنه مهما كانت قوة الأسباب وقيمتها ، فهي تظل تفتقر ركائز مهمة ، تفتقر لثقتنا في عون الله وتوفيقه ، تفتقر لنصر الله وتأييده ، ثم يلي ذلك ثقتنا في أنفسنا فالمهزوم ، لا يحرر ذاته ، وبالأحرى لا يغير واقعه السلبي.
وسوم: العدد 1088