من عبير الوعي
في حياتنا معالم ثابتة لا يختلف عليها اثنان ، و الشدود عنها خروج على المألوف ، على الرغم أن المبادئ التي لا تقبل التنازل حولها كثيرة و لكني أثرت أن يكون تفكيري على المعالم الكبيرة التي يحصل حولها الاتفاق .
لا أظن أن يختلف الناس أن العلم الطريق الأسلم لبلوغ المعالي ، فكل نهضة بالعلم ، و كل سعادة بالعلم ، فإذا ترك الناس طريق العلم ، فقل على الدنيا السلام .
ولا أظن عاقلا يختلف معي أن التربية هي الطريق الأسلم لتهذيب النفوس ، و أن العدول عن طريق التربية انحراف ، و أن كل تغيير لا يعبر خلالها حرق للأشواط .
و لا أظن عاقلا يهمل المؤيدات و الأسباب لبلوغ الأهداف الختامية ، ثم يمنّي النفس بلوغ الغايات ، فالطير الجناحين و السفن الأشرعة و المجاذف ، و الأقوال تصدقها الأفعال ، و آثار الأقلام المحابر، هي هكذا سنن الحياة.
و لا أظن عاقلا يمكنه ملك عقول و قلوب الآخرين ألا أقرّ أن يحتوي الآخر بالقدوة الحسنة ، و لين الجانب ، والصبر على المخالف ، وغض النظر عن التوافه ، والالتقاء على الهدف الكبير الجامع .
ولا أظن عاقلا ينتحل بذرة الغلو و التطرف ، وتنتهج الإقصاء سبيلا في تعامله ، و تراه يشدّ عن منهج اليسر و الاعتدال ثم يقدم نفسه نموذجا و مثالا ، فلا أحد أظنه يعطيه وسام الاقتداء والتأسي .
وسوم: العدد 1096