أتدري !

تبدو حقائق الحياة مرة . لكن عليها تقبلها ، فعيش الحقيقة خير من عيش الوهم . ، فمهما حاولنا تخطيها فإن وقعها لا يزول بالتخطي .

أتدري أن طبع اللئيم لا يتغير طبعه ، مهما حاولت ارضاءه و مجاملته فإن طبع الغدر غلاب .

أتدري أن العدو لا يرضى بالهزيمة و لا يحاول نسيانها ، فتراه يظل يتربص و يتحين الفرص للإيقاع بخصمه متى واتته الفرصة .

أتدري أن الخيانة مرض يصعب علاجه و أن خيانة القريب أضر ، فخيانته تضعف الكيان من الداخل ، وعليه أن نحذر العدو مرة ، و نحذر خيانة القريب ألف مرة .

أتدري أن نضال الشعوب في سبيل تحقيق كرامتها ، واسترجاع مقومات سيادتها تهون في سبيله التضحيات المقدمة ، كون العمران يعوض وأما الكرامة والسيادة لا تعوض . .

أتدري ما كلفة ما يقدمه الأحرار في العالم من تضحيات جسام ، لا تقدر بثمن ، اسألوا صناع النصر فهم وحدهم القادرون على تقييم فاتورة تكلفة النصر المنجز ، أما سراق الانتصارات تعنيهم الغنائم .

أتدري أن من نصبوا أنفسهم حراس التمدن و التحضر ، بيوتهم عورة ، تخفي البؤس و الشقاء ، المؤسف أن عدساتنا تحجب البلاوي في شوارعهم وأحيائهم و ملاهيهم ، ليت المبهورين وقفوا حماسهم لاكتشاف عين الحقيقة .

أتدري أن تأجيج العواطف يصرف العقول الواعية عن إدراك أمهات القضايا المصيرية للأمة ، لهذا كان حراس القيم و المبادئ أكثر القوم تعرضا للشدائد و الضربات من الأعداء .

أتدري من الخاسر في الحياة من باع نفسه للهوى ، من باع نفسه للأعداء ، من يرضى أن يعيش الهوان مكبلا بين الجدران . يندب  حظه صباح مساء.

وسوم: العدد 1112