يستطيع كل إنسان، أن يفعل ما يفعله إنسان آخر
يستطيع كل إنسان،
أن يفعل ما يفعله إنسان آخر
فراس حج محمد /فلسطين
حكمة بالغة الأثر، فعلا إنك تستطيع أيها الإنسان أن تفعل ما يفعله إنسان آخر، إن خيرا فخير وإن شر فشر، فعليك أن تختار أين تضع نفسك في موضعها التي يجب أن تكون فيه، فأنت المسؤول الأول والأخير عن هذا الاختيار، فلا تلومن أحدا إن أنت اجترحت أفعالا تشين النفس البشرية، ولا تقولنّ إن فلانا من الناس يفعل كذا وكذا من تلك الأفعال، بل عليك أن تفتش عن أفضل ما عندهم لتصنع نفسك بلورة صافية من كل عيب، وتظل تجلو أفعالك كلما ران عليها ما يعكر بلورتها الصافية، وتذكر ما قاله أبو الطيب المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
لا شك بأن البشر جميعا عاجزون وناقصون ومتناقضون، واجتماعهم معا يزيد عجزهم ونقصهم وتناقضهم، لتدخل في معادلة اجتماعية معقدة التركيب، وتحتار في أي سلوك تسلكه، فإذا ما كنت واضحا لم يفهموك، وإذا كنت غامضا اتهموك، وإن اعتزلتهم اغتابوك، وإن شاركتهم في أمورهم انتقدوك، وسترى العجب العجاب، ولعل أفضل طريقة للخروج من ذلك المأزق هو ألا تفعل الفعل إرضاء لأحد، ولكن افعله لأنك مقتنع بأنه فعل خير، جدير بإنسانيتك أن تفعله.
تأمل أيها المتشكل سلوكا اجتماعيا متجددا، كم يصادفك من شخصيات ونماذج، وكم شخص في اليوم الواحد ستضطر لأن تتعامل معه، فإذا ما تشكلت بصياغاتهم تعبت وتهت وتدحرجت شخصيتك وانمحت معالمها ولكن افرض على الناس أن يكونوا معك كما أنت تحب أن يكونوا معك، ولا تكن سائلا يتشكل بحجم أوعيتهم وألوانها وأشكالها، فإن ذلك وباءُ اجتماعي فتاك.