الفقر في العراق بين التخفيف والإيهام

حسام حسن البدري

في ظل الواقع الذي يعيشه العراقيون وبعد تأكيد الأمم المتحدة أن نسبة الفقر في العراق تصل إلى 23%  كما أوضح ذلك مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق بيترو بتشيلور يوم الأربعاء 16 تشرين الثاني 2011م

إضافة إلى وجود الكثير ممن يعيش دون خط الفقـر الغذائي والسلعي والخدماتي ..

يتضح ان العراق لا زال يعيش في ظل واقع مأساوي اليم وكأن المجتمع في العراق لم يكفه التحطيم الاجتماعي والسياسي بسبب الاحتلال حتى يضيفوا إليه التحطيم والمعاناة الاقتصادية بتبريرات وعناوين مزخرفة كاستخدام مصطلحات الفقر ليوهموا البعض بأن هذه حالة عرضية وعملية طبيعية ..

فمن يا ترى المسؤول عن هذا الفقر ؟ الاحتلال ، المليشيات ، الأحزاب ، المنظمات الإرهابية ، البنك الدولي في العراق الذي مد الميليشيات بملايين الدولارات وسجلها ديونا بفوائد باهظة؟؟

 لماذا لم يدعموا على الأقل البطاقة التموينية ويبنوا مجمعات سكنية ؟؟

اليوم يتحدثون عن الفقر في العراق وتخفيفه وكأنه هبط من السماء وليس بفعل سياساتهم ليظهروا بمظهر المخلص والمنقذ للمجتمع من الفقر.

ومن الجدير بالذكر ان الفقر في العراق ليس سببه اقتصادي فقط بل الأساس هو السبب السياسي ، بمعنى ان القوى الحالية ليست قادرة على حل الوضع السياسي وإرجاع المجتمع إلى الحالة الطبيعية وبالتالي مهما شكلوا من لجان فان ذلك لن يحل ابسط مشكلة اجتماعية ناهيك عن الفقر او البطالة او الفساد او غيرها من ظواهر سلبية  ..