دوما الحبيبة... عذراً
عمار ياسر حمو
عذراً مدينتيي لخوف أهلك من بطش الظلم والطغيان.. عذراً مدينتي لهجرة بعض أبناءك هرباً من الكبت والإعدام.. عذراً لتخاذل الكثير من أهلك طمعاً في منصب وإرضاءاً للحكم والسلطان!!!
مدينتي الغالية .. صبراً فلا بد للظلم أن يرحل... عذرا فلا بد للخوف أن يتبدد .. مهلاً فلا بد للفجر يشرق.. ولليل أن يزول...
في هذه الأيام الصعبة .. التي تمر بها بلدنا الحبيبة سوريا.. وسائر محافظاتها ومدنها.. لا بد أن نتوجه إلى كل صاحب ضمير داخل حدود بلدنا.. وخارجها.. أن يفكر ملياً فيما يحدث.. وأن ينصر الحق حيث رآه.. وأن ينسى زمن الخوف.. زمن الظلم والظلام..
إخواني ... أخواتي..
كنا نخشى على أنفسنا من بطش الظلم.. أو نخشى على أبناءنا وإخواننا... ولكن أقول لكم بكل صراحة إن كنتم تخشون على أهلكم وبلادكم.. فلا بد أن تقفوا وقفة تُرفع بها رؤوسكم.. أو أبشركم ببقاء رؤوسكم ممرغة بالتراب ما حييتم..
أتخشون من الموت؟! أتخشون من الإصابات!!!
تفكروا في تسونامي اليابان وما دمره .. تسونامي اليابان حصد أكثر من عشرة آلاف إنسان بساعات.. رغم عيشهم بعيداً عن الثورات.. إلا أنها إرادة الله.. ولا رادّ لإرادته.. لذلك فالمكتوب علينا ما منه مهرب.. فالميتة ميتة واحدة.. لنجعلها ميتة شريفة.. ولا ندعها ميتة ذليلة.
كما أتوجه إلى أبناء مدينتي الحبيبة... ممكن يرون أن ما يحدث من حراك اجتماعي ضد الفساد.. هو خطأ.. وهو صادر عن توجيهات خارجية.. اتقوا الله في أنفسكم أولاً.. ثم في مدينتكم وأهلها.. والله ستحاسبون عن كل قطرة دم تسيل في مدينتكم وأنتم تستطيعون أن تمنعوها... ستحاسبون عن كل كلمة نفاق تتفوهون بها وأنتم تعلمون أنها ستضر بإخوانكم وأهلكم..
عذراً على تلك الكلمات المتناثرة.. ولكن لا بد أن أتكلم.. لا بد أن أصرخ.. لا بد أن أكون حراً كريماً... أو أفضل ألا أكون..