ليس هو من يسبق البركان

م. زياد صيدم

[email protected]

أنا من تتساءل الشعوب العربية المنتفضة .. أن تكتبني على قصاصة من ورق أو خرقة من قماش ..عل عصفورة تلتقطها فتسقطها في أروقة مجلس الأمن الظالم.. الذي وقف عاجزا عن إدانة الاستيطان  على أرضى وتهجير  سكاني...

أنا من تستصرخ شعوب العرب الثائرة: أن ترسمني على جدران ميادينهم الحاشدة بالحناجر المدوية.. أو ترفعني راية خفاقة في هدير شوارعهم الزاحفة.. أو ترمزنى على قميص فتى هاتف.. أو جلباب رجل ناقم.. أو يقبضني نحتا في قبضة زاحف عبر الأزقة والميادين.. فعل صوتي يصل إلى مجرمي الصهاينة فيرتعبوا.. فظهري الآن متين يستند إلى عواصف وهدير قادمة.. تقتلع جذور مغتصبي.. وتحطم قضبان سجني ..وتخلع قلب سجاني ...

أنا من تقف مذهولة من حناجر خرق هتافها مسامعي.. و روائح دماء طهور مسفوكة على طرقات الحرية  والعدالة .. فتهلل وجهي ..وتنسمت هواء الأمل على بشائر الغضب .. لكنى عدت خائبة حزينة .. فلم أجد اسمي ؟ ولا رسمي ؟ ولا نحتي ترفعه الحشود الزاحفة !!

أنا من تستغيث على مدار عقود طويلة.. فدخلت قلوب الملايين.. وبقيت فيها حسرات تنغص صلاتهم وتنتقص من حجهم الأكبر ..فصحوت من غفلة التاريخ امسح غبار السنين على وقع عواصف مزمجرة .. تزلزل الأرض بخطاها الواثقة .. فتميد الطغيان  وتنهر الشؤم والغربان..

أنا من تأملت مبتسمة.. ولبست ثوب الحرير.. وتهيأت ليوم النصر.. فتزاحمت كثرة المشاهد أمامي حتى قتلت فرحتي ..ومزقت ثيابي .. وانتحرت أحلامي.. وانطفأت أنوارى : بان عودي كما كنت إلى غبارك .. إلى مقبرة الأحزان..إلى النكسة لك عنوان ..ولا تتوسد أحدا؟ فالعيون والحناجر ترقب بلاد الغرب!! والأذان تسترق صوت أمريكا !! فعدت إلى كآبتي من جديد.. التحف أتربتي.. واشرب حسراتي مغمسة بصدأ الريبة والهوان .. فالدخان الذي اشتممته أملا .. ليس هو بسابق البركان..ليس هو من يسبق البركان.. ليس هو من يسبق البركان .

إلى اللقاء.