إلى صديق – ضائع-
16تشرين12010
رحاب دويكات
رحاب دويكات
كم كانت خطواتك في مجاديف الحياة رائعةٌ .. أيام وأيام ما كنت معي ...
صديقي : رحلت ولم يبقى في جوانحي سوى ساعات ولحظات وأوقات ٍ تتوقف عندها الذكرى
أتذكرُ يا صديقي : يوم جئتني حاملاً الزهور في فمك مجمّلاً بريقها بكلماتك الراقصةِ على أوراقها وكنّا نجلس سويّاً على المقعد الخشبي المهترء الراكدِ على قارعة الطريق .. نراقب المارين على الطرقات العشق المهلهلة ونظرات اليتامى ودموع الحزانى نلاحق فراشة الطفولة الراكضة تلهث نحو المستقبل ........
يا صديقي : لو تعلم كم اشتقت إلى أصابعك وأكف يداك
كم أذكر كيف كنا نشابك أصابعنا ونمشي تحت زخات المطر وتحلقُ ابتسامتنا فوق أحلامنا القرمزية تداعب قطرات الماء .. وحبات البرد ..تلامس جدران المنازل وأزقة الشوارع المزدحمة بالرطوبة وبراعم طفولتها المنكسر ه.........
كم كانت أيامنا جميله ،كم كنت صادقاً يا صديقي في وعودك لي أيام وأيام ما كنت معي .. في فصل الخريف الذي كنا فيه معاً نجلس سوياً تحت ظلال الأشجار نلتقط أوراقها الصفراء الشاحبه ..نجمعها .. نخبئها في حقائبنا الرماديه ......
في تلك الحظه :للمرة الأولى التي نجلس فيها بعيدين عن قلوبنا ومشاعرنا هاربة متنافرة لا تقترب من بعضها ،للمرة الأولى التي ترفض أصابعنا وأكف أيادينا ..معاندةً تأبه الرباط والتصافح ..........
شعرتٌ بأن صداقتنا أصبحت كالغرفة الجوفاء المظلمة لا أستطيع أن أراك فيها
أبحث عن مجرد نور خافت أستنير به للوصول إليك ......... لكني لم أجد؟!
أناديك ..أهامس العتمة وأزقة الشوارع ..أناجي مطر السماء ..أناجي وعودك وقسم الإخلاص الذي كان بيننا .....
أناديك وصدى صوتي يرجعّ إلي ّ باكياً يردٌ ببحة صوتي: لا مجيب ..لا صديق هناك ..إرحل!!
فصديقك أصبح ورقة ً محروقةً ..محروقه ... فتش عليها في حقيبتك الرمادية التي تحمل كل أوراقكم المجنونة ِ ،وذكرياتكم التي أصبحت فتاتً تنتظر عاصفةً أو مطر الشتاء ليمحوا بقاياه
هذا إن كان هناك من بقايا...............