العرّاب
فداء الدين السيد عيسى/ السويد
يقولون ناظر شباب أمة ما تتتعرف على جوهرها وحالها فاذا وجدتهم في غمرتهم ساهون وبالاعمال التافهة السخيفة لاهون فاعلم ان أمة أنجبت مثلهم تحتاج للكثير الكثير لترجع لعزها وسنوات مجدها
هم العوام والدهماء يرفعون الباطل ويطفئون النور , يجلسون على طرقات البغي علهم يترزقون بجهلهم فيضلون ويُضلون.
ليست من عادتي التعرض لأسماء الأشخاص والهيئات فتكفي العاقل حسن الإشارة , فنحن قوم إذا لم يسرنا امر نقدنا الأفعال لا الأشخاص . لن أحدثكم عن اهمية الإعلام في حاضرنا ومكانته فقد مللتم كثرة المقالات والتحليلات التي تشير إلى المحور الرئيسي والأساسي الذي يلعبه الإعلام بشتى أنواعه في صحوة أمة أو تخلفها , وفي كلتا الحالتين فللإعلام دور غاية في الأهمية حيث يلعب دور القائد في كثير من الأحيان.
فيكفي المخربون فلم واحد فيه ما فيه من ثقافة العري والعنف- يكفيهم ذلك- لكي ينشروا ثقافتهم المقززة , وكذلك في الطرف الآخر يكفي المصلحون برنامجا تربويا او فكريا او كذاك فلم هادف يحيي لدى الأمة المقهورة ثقافة المقاومة والحرية والإفتخار - يكفي هذا- لكي نعيد الثقة في نفوس الشباب من قدرة أمتهم على تجاوز المصاعب والبلايا.
ومما ابتليت به الأمة العربية والإسلامية العريقة تلكم البرامج المعلبة والتي يستوردها تجار الشباب , لأن بضاعتهم رائجة, فالشباب هم العمود الفقري لكل وطن وبلد وحضارة فإن كُسِر هذا العمود الفقري فوا أسفاه إذا ... يخرج علينا بين الحين والحين برامج تلمع صور الهابطين من الرجال والنساء الذين لم يثبتوا لي بعد كل هذه البرامج إلا أن المروءة أضحت عملة نادرة جدا.
أعلم تماما كما تعلمون أن مقدم البرنامج ذكي لماح وإعلامي يملك مفاتح القبول وله مستقبل متميز في مجال الإعلام غدا, ولا اراهن في مقالي على أداء المقدم فلا يهمني هذا المحور شيئا بقدر ما تؤرقني الفكرة التخريبية وراء البرنامج .
ومن منبر مقالي هذا اناقش السيد مقدم برنامج العراب الذي يدعي في كثير من لقاءاته أن همه تنوير الشباب وفتح آفاق من الحوار والتعاون والإنطلاق من خلال الفن الراقي الهادف بفنانيه وأساطنته , ومن حقي فعلا أن أستغرب كثيرا عندما أرى أن الواقع عكس نظرياتك سيدي الكريم...وإن كنت من داخل داخلي لا أهاجم الفن كفن بل أحترم رواده الحقيقيين . ربما سترى حالا أفضل من حالنا ولكن ليس بهذه الطريقة المبتذلة والتي تصور فيها فنانيك بشتى أطيافهم بأنهم أبطال الأمة العربية ومحرروها على الدوام مع أن الرواد والفنانين الحقيقين الذيت استضفتهم أقل من عدد أصابع اليد الواحدة .
ثم إلى متى سنبقى في زاوية الإنبهار بالفن والفنانين دون الولوج في عالم الأبطال الحقيقيين من علماء ومفكرين ورياضيين ووو الخ.
ألم يكن مجديا يا سيدي المقدم المقدام أن تستضيف من يرفع من قدر مشاهديك ؟ ما به أحمد زويل ؟ أليس عراب مئات الشباب المتفوقين الناجحين ؟ أم ما به عمرو خالد؟ يلتف حوله الآلاف من الشباب الذين يحاولون النهوض بالأمة؟ أم بالله عليك قل لي ما أمر شارل عشي, من وصل بعروبيته لعشرات الدراسات الفضائية النفيسة؟ لم لا نستضيف عبد العالي الحوضي عالم الحيويات المتميز والذي يشرح السرطان بالتكنلوجيا الحيوية.ما بال فاروق الباز من بز علماء الفضاء فشارك وساهم في اول رحلة فضاء للقمر ؟ هل تريدني أن أحدثك عن منير حسن نايفة ؟ إذا فلتعلم أنه أحد أبرز علماء الفيزياء في القرن العشرين فهو من أكتشف أسرار جديدة بالذرة لم يتوصل لها أحد قبله . تعال معي لكي أعرفك على عمر النشائي وما أدراك ما عمر النشائي صاحب المباردة العجيبة والفريدة في فك ألغاز الزلازل . ثم أقبل أعرفك على مجدي يعقوب واحد من أشهر ستة جراحين للقلب في العالم .ما بالها تلك الأعجوبة الملقبة بخنساء فلسطين أم نضال فرحات والتي قدمت ثلاثة من فلذات كبدها فداءا للوطن والقضية ؟؟ أم تريد مني أن أعرفك على القرضاوي عراب الأمة ومجدد فقهها ؟ أم خالد مشعل ؟ محمود درويش ؟ المسيري ؟فهمي هويدي ؟بلال الحسن ؟ميشيل كيلو؟هيكل؟جورج طرابيشي ؟ محمد عمارة ؟ العوا؟؟؟
مم يشكوا هؤلاء وغيرهم كثير كثير ؟ ملئوا الدنيا بعبيق علمهم وادبهم وفكرهم وفضلهم ونجاحهم , صدحت بتفوقهم الآفاق ونادت مآذن الحق بنبوغهم في العالمين . هل الراقصات الماجنات والمغنون المائعون خير من أولئك المبدعين ؟ أم أن جمهور أولاء المبدعين مقارنة بجمهور نانسي أقل وأبخس؟
يا صاحب العّراب
إن كان رب البيت للدف ناقرا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.