أَبَا القَافِيَة

أَهْلَكَني التنقِيبُ عَنْ الجَوَابْ..

ماجد بن سليمان

[email protected]

أبا القافية:

أبا القافية، هكذا أحببت تسميتك، هكذا اعتقادي بأن هذا اللقب الذي منحته إياك قد يضيف لتاريخك الطويل العريض شيئاً من سكر قصائدي المتواضعة التي تمخضت عنها قريحتي الهزيلة.

 أما كففت عني بندقيتك المتهورة، وَوَفَّرت رصاصك الطائش إلى شاعر بسيطٍ غيري، ألم يأن لك أن تغادر عشَّ أفكاري، وأن تهشَّ غنمك عن أرض كلماتي الفاترة، آهٍ لو كنت رجلاً وطلبت منازلتي، لكنت أجزم لبني البشر أنها فرصة النيل منك، وساعة الصفر للأخذ بثأر الأيام والليالي التي نحرتها بسكين الأوزان، والقوافي المتمردة.

هلَّا رحلت الأن، لأقي روحي من شر بردك القاسي،وأحمي ظهر أوراقي من سياطك الجائرة.

 ما بالك أمسيت كالضيف الثقيل؟! اذهب لأخلو بنفسي قطعاً من الوقت، اذهب فيكفي ما أخذت من جواهر الحياة، وما قطفت من ورد صحتي وعافيتي، اذهب لتعلم أنه لن تبكيك عيني، ولن يلحق بك ركب الرجاء لتعاود الكرَّة من جديد.

 ماذا الآن، جئتني وأنا في منتصف العقد الثاني من عمري، وزرتني في أوقاتٍ لم أستقبل فيها ضيوفاً غيرك، فاذهب يا أثقل الزوار، أو فاغرب لا رَعَاكَ الله.