إلى متى يا طرابلس

إلى متى يا طرابلس!!...

ضحى عبد الرؤوف المل

وردة الضحى

[email protected]

إلى مَتى يا فيحاء!...

أصيبت عاطفتنا الدينية الفوَّارة والتي بات يَنقصها المعرفة بحقائق الأمور التي

يَحرص عليها هؤلاء الغلاة الذين يَجعلون من صراعات المذاهب صراعاً دينياً

بحتاً ،وما هو إلا صراع يحافظ على أرضيتهم السياسية والشعبية كَي تبقى مصالحهم

مُتماسكة وأعوانهم في المناطق رمزاً لهم بل أكثر من ذلك !...

هم ذئاب بشرية تهبُّ حين الطلب مأمورة من قادة يَحرصون على إخفاء مبادىء

دينية تَحت شِعارات براقة كالحرية والحِفاظ على العقيدة والحِفاظ على الهوية

وكأننا أدوات يتَم الصراع عليها لِحماية وتحقيق هَيمنة مُراهَن عليها من قبل البعض

لإعادة الفتنة بين أبناء منطقة تَقع تحت خَط الفقر ....

وكأن أبناء منطقة طرابلس!...

ينقصها سلاح فتاك آخر يَفتك بها ألا يكفينا ما عشناه في حرب ال 75!.. أم بعد

ستَحتضر منطقة التبانه والأكثر منها حارة البقار التي شُرد أهلها بعد أن أحرقت

بيوتها بيتاً بيتاً وبعد أن سرقت ونُهبت ونحن نعلم من هم الفاعلون وقد نسينا جراحنا

فلم الآن يا حُكَّام السلام؟... تعيدون الجراح وتعيدون اقتتال فقراء يكاد الجوع ينهش

بأهليهم ودائما نتهمون أميركا كالقاتل والزاني الذي دائما ما يتهم الشيطان بفعل ذلك

وإنما هي نفسه...

لم ّننسى أنفسنا التي تطاولت وتكاد تصلُ للسماء ونحن نراهن على شعب مزقته

الأطماع!...

وإن كانت هي خطة أمريكانية كي تجعل منا وسيلة لإضعاف العالم الأسلامي

بتمزيقة طائفياً تحت شعار إقتتال المذاهب وحاجة السلم الأهلي لها ولوجودها

الذي فَتك بنا يوماً ما ونحن من عشنا معاً في الملاجىء وكنا حتى نأكل معاً

في بعض الأحيان يَكفينا كل هذا..... يكفينا!...

ما علينا الا إزاحة السِتار والبعد عن هؤلاء الغلاة والتَعاطي في الأزمات التي

تُصيبنا في إطار فكر إسلامي جَديد ومُعتدل ...لكن أتساءل كيف تُضرب منطقة

التبانه وهي التي لا تملك إلا سلاح فردي يمتلكه أشخاص!..

مقابل تلك الترسانه التي أحرقت البيوت وهجَّرت أهلها وزادت الفقر في منطقتنا

الحَبيبة فيحاء لبنان وزهرته العِطرة التي لطالما كنت رمزاً من رموز التعايش

الأهلي، لكن الخوف الأكبر هي عكار تلك المنطقة التي لطالما حُرمت من الكثير

حُرمت من الماء ومن الكهرباء ومن المدارس التي بعض منها كان سينقض

على رؤوس تلامذتها لولا أيادي الخير التي امتدت لأهلها والتي أغاظت

البعض !...بل وتُراهن على التعايش الأهلي في عكار كما تراهن اليوم على

طرابلس قاتلهم الله وقاتل أسيادهم :"الذين قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءناا

فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا."

أقول إنما نحن بحاجة الى بناء كيان الفرد من خلال تَطهير القلب والجوارح

ومن خِلال التعايش السلمي الذي ينطلق أولا من حُب الوطن لبنان فَمن

ينتمي للبنان الخير يزيل الرين عن قلبه ويفتح أبواب الخير ويبتعد عن قتال

لا نفع منه الا ترسيخ معتقدات بعض من راهنوا على التعايش الأهلي

في طرابلس وعكار دمتم سالمين

ودامت الفيحاء بخير وسلام أختكم ضحى عبدالرؤوف المل