شاهد الزُّور
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
بعد تعب السنين الطوال , الذي تجلى عمله المتواصل والدؤوب في بناء مسكنه تحت الأرض
نفق طويل للأسفل ليتعرج عرضيا في حفر وحجرات مخصصة
حياة عشيرة من النمل , بنظامها المعروف وعملها الدائم المتواصل صيف شتاء
اعتدى عليها شخص من البشر
لقد قررت الرحيل , وترك المكان لتنتقل لمكان آخر
قررت أن تترك كل شيء
مؤنها ومساكنها ورتابة حياتها , وجيرانها
فلا بد من الرحيل لقد رحلت وتركت المكان
ليكون مكانا غير مأسوف عليه
لقد قالوا في المثل (الجار قبل الدار)
يقول الرجل سمعت رواية شعبية مفادها :
من يشهد شهادة زور على مقر نمل يرحل بعدها
فقال , وددت تجربة ذلك , وكنت لاأعرف كثيرا عن الحلال والحرام وحلفان اليمين
فقتلت نملة لاتنتمي لفصيلة وكر نمل آخر
وجئت بالنملة المقتولة على فتحة عش النمل , وأمسكت بنملة منها وقلت:
أقسم أن هذه النملة هي التي قتلت تلك النملة
فوجب عليك القتل , وقتلتها عقابا على فعلتها
وتركت النملتين المقتولتين على فتحة وكر النمل
وجئت في اليوم التالي لأرى حصيلة شهادة الزور
وكانت النتيجة :
لم يحتمل النمل شهادة الزور تلك , ويمين القسم الباطل
فرحل لمكان بعيد
فحسرتي عليك فرطت في المكان
فلن تجد مكانا لك إلا وتجد شهادات الزور تفوق ال99%
في وطننا الحبيب