حِبْرٌ وَمَطَر ... (1)

رجاء محمد الجاهوش

رجاء محمد الجاهوش

كَحبّاتِ المَطرِ يَهطِلُ المِداد .. قَطرَةٌ هنا وقَطرَة هناك

وفي هذهِ المَساحة تَتَجمَّعُ القطراتِ

•     •     •     •     •

وَطن

سألتني : مَا الوَطَن ؟

فأجبتها : كلّ أرض أسجدُ فيها لله بحريّة ، وكل زاويةٍ يخشع فيها قلبي وقلمي

هي لي وطن ..!

•     •     •     •     •

القلمُ ...

في يدِ المؤمن كالغيث ، أينما سال مداده نَفَع

وفي يدِ المجاهد سلاح ، أينما سُدِّد أصاب

وفي يدي مُثقلٌ بالألم ، مُفعم بالأملِ والرَّجاء

•     •     •     •     •

وَسْوَسَة ..!

قَالت بازدِرَاءٍ : لستُ سوى نُقطة ؛ سَأرحَل ..

غَادَرت بعض الحروفِ فَشوَّهَت كلَّ المَعاني !

•     •     •     •     •

صَدْمَة ..!

بُحتُ لها قَائِلة : ثَمَّة شيء لا أفهمُهُ ...!

فنَصَحتني قائِلة : راقبي بصمت ، فكّري ، حلِّلي ، ثم استنبطي .

:

:

لَيتَني تَجاهلتُ نَصيحتها ورضيتُ ب جَهلي ..!

•     •     •     •     •

مُحاولة

بحرَكةٍ رَشيقة وقفَ "عُمر" على يديه مُنتصِبا  ، وأسندَ رجليْه إلى شَجرةِ الصِّفصافِ التي خَلفَه ، ثمَّ راحَ يَنظر إلى صديقِهِ " عَبد الله " وقد ارتسَمَت عَلى مُحيَّاه ابتسامَة مَقلوبَة ...!

عَبد الله : ماذا تَفعل أيها المَجنون ؟!

عُمر : مُحاوَلَة ؛ علَّني أرَى الدُّنيا بِ اعتِدالٍ ...

أَلَم تُخبرني  يا صديقي   أنَّ حَال الدُّنيا قد انقلب ، انقلبَ رأسا على عَقب ؟!

•     •     •     •     •

تَرَوٍّ

إنْ خَالجَتكَ الظنونَ  يَومًا   فاصْبر مُتَجمِّلا ب الصَّمتِ ولا تتعجَّل الحُكمَ ..

دَعِ الأيَّام تؤدِّي دَورَها ، فإمَّا أن تُؤكِد لكَ ظنونك أو تُنهيها !

•     •     •     •     •

وِحْدَة

أَلقَتْ بجسَدِها النِّحيل عَلى كرسيّها الخشَبي القَديم ؛ ضَمَّت بَعضَها إلى بَعضِها مُلتَحِفَة شَالَها البَنفسَجي ، ذلكَ الشَّال الذي غَزلَته أمُّها قَبل وَفاتِها ، وَقدَّمته لَها هَديَّة قائلَة : البَرْدُ  يَا بُنيَّتي  لا يَأتي مِنَ الخَارِِِجِ !

•     •     •     •     •

يَومَ عِيدٍ

 

أقبَلَ الجميعُ وبِيَدِ كلٍّ مِنهُم طَاقةَ وَرد ، َسارَعوا نَحْوَ أمَّهاتهم ..

وحدَه مَن حَدَّقَ في الوُجوهِ ، طَرَقَ أبوابَ القلوبِ بَحثا عَنها ، ومَا مِن مُجيب !

أَسْألُ : لِمَن سَيهدي طِفلي اليَتيم وُرودَهُ ؟!

•     •     •     •     •

سُنَنٌ إلهيِّة

قَد يَقوم بِناء عَلى مُرتَزقة ، لكِنَّه لا يَعلو ولا يَرتَفِع ..

بَلْ هُوَ مُهَدَّد بالانهِيار في أيَّةِ لَحظّة !