تحية لهم
فاطمة عبد المقصود
يا سائرين على الدرب المضيء تستبقون الموت النبيل، ألا هنيئا لكم.. هنيئا لكم هذا الفوز العظيم، في كل يوم نتصاغر وتكبرون، نسقط وتثبتون، ألا فلتعلمونا يا قادة النصر القريب... تتقدمون الطريق وأنتم موقنون أن الموت يتربص بكم، وما الموت؟! إنه فن لذيذ أحسنتم صياغته، إنها الصناعة التي تجيدون، أتأمل طريق الكفاح الطويل، أنظر إلى وجوههم الوضيئة، إلى شفاههم المبتسمة للموت وأتساءل عن هذه الروح الصامدة الموقنة ...عن هذه النفس التي ألقت آمال القاعدين وراء ظهرها ومضت تغرس في الأرض الخالدة رياحين العزة..
إن هذا الدرب الممتد الأخضر يدعونا أن نبصر، أن نستعيد شيئا من الروح التي فارقتنا طويلا ، روح الإيمان العميق، الروح التي مضى بها القسام وعياش وياسين ....
القافلة المخلصة تمضى وتسير يلاحق بعضها بعضا، كل قطرة من الدماء الطاهرة تسيل على الأرض تصيح في النوام قوموا فنحن هنا، نحن ندرك معنى الحياة فالحقوا بنا، اسلكوا سبيلنا، فلن تطهر الأرض إلا بتلك الدماء، لن يطهرها استجداء وتوسل وتقبيل للأيدي والأرجل..
إنها خريطة الإيمان، خريطة الطريق إلى الأرض المباركة، دعوا الخرائط المزيفة فلن تغنى فتيلا ولن ينتصر بها الحق، مزقوا أردية الذل والهوان وقوموا انفضوا غبار التخاذل، هلموا فهذا الطريق هو الطريق ..
سلاما أيتها الدماء وتقبلي عزائنا في النائمين...
( تحية إلى الشهيد أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ورفاقهم من شهداء الجهاد )