ألم قلم

عبد الحفيظ كورجيت

عبد الحفيظ كورجيت. وجدة . المغرب

[email protected]

حيّا القلم الريشة في حياء ثم قال:

الدنيا لا تدوم على حال

كم كنت أختال حينما استعملتني وتنكرت لك هذه الأجيال

أكنت جافا أو بالمداد كنت ضروريا في كل البلاد

 . وضعوك في المتاحف وهذا الجيل لم يعد بك عارف.كنت تتسوّلين المداد من المحبرة والدواة  وأنا أحمل الحبر في جوفي وأكتم خوفي من الجفاف. كم سوّدت من صفحة وكم دوّنت من كتاب وإذا توقفت وسط السطر تحملت من الكاتب العتاب.يحملني الإبهام والسبابة والوسطى وأنا بينهم أتمطى. يقف الكل على رجليه وأنا بأسي في رأسي.أحيانا أسكب عبرات الحزن وأخرى دموع الفرح إذا ما نعيت المفقود أو هنئت بالمولود. حتى الخطابات الطويلة التي كان يحلو فيها التعبير استبدلت برسائل قصيرة عبر الأثير"لكل شيء إذا ما تم نقصان ...من غرّه زمن ساءته أزمان". أنا الذي كنت بياض الورقة أستبيح وبعد كل ما نالني من مديح استبدلوني بلوحة المفاتيح.متى ما نقروا على الأزرار تولد الحروف على لوحة بيضاء كالجدار.

نظرت إليه الريشة في شفقة ولم تنبس ببنت شفة. قال: جئتك أشكو حالي وأنت لا تبالي. قالت: هوّن عليك وانظر حواليك. لحسن حظك أن التطور في أوطاننا يمشي الهوينى وهذه الآلات لم تتعود بعد علينا. حتى نلحق بالركب مازال أمامنا قرن أو قرنين فنم قرير العين.