وقفة مع المتدينين
خليل الجبالي
سيتذرع الغاصبون المعادون للإسلام بكل الطرق لمناهضة المتدينين وإطفاء نور دعوتهم، وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة والأخلاق الضعيفة والأيدي الممتدة لهم بالسؤال وإلي المتدينين بالإساءة والعدوان، وسيثيرون حول دعوتهم غبار الشبهات، وظل الاتهامات ، وسيحاولون أن يلصقوا بهم كل النقائص، وأن يظهروها للناس في أشبع صورة ( إرهابيين، متزمتين، متشددين، جهلاء، قتلة، ضعفاء، خونة، و... ) معتمدين على قوتهم وسلطانهم ووسائل إعلامهم ورجالهم من بني جلدة المتدينين، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم وعلمهم الذي وصلوا إليه في غفلة من المتدينين بعد أن تركوا إجتهادات أسلافهم من العلماء المسلمين.
{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ (8)}سورة الصف.
وسيدخل المتدينون بذلك ولاشك في دور التجربة والامتحان، فيسجنون ويعتقلون ويقتلون ويشردون ويحاصرون وتصادر مصالحهم وتعطل أعمالهم وتفتش بيوتهم، وقد يطول بهم الامتحان والبلاء { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) ولَقَدْ فَتَنَّا الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَذِينَ صَدَقُوا ولَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ (3) }سورة العنكبوت
ولكن الله مع ذلك وعدهم نصر المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين إذا أخذوا بأسباب النصر وصار علي نهج العاملين المخلصين.
فهل المتدينون مصرون علي أن يكونوا أنصار الله؟.
[وعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ (55)] سورة النور.