من وجع الإبداع

هنادي نصر الله

[email protected]

دائمًا يتحدثون عن الشباب ومعاناة الشباب وإبداعات الشباب،يعقدون الندوات والمؤتمرات والحوارات والبرامج التي تناقش واقع وهموم وآلام وطموحات الشباب..

دائمًا يجلسون ويتحدثون عن الشباب،وما درّوا أنهم في لحظةٍ من اللحظات أو في يومٍ من الأيام أو في ساعةٍ من الساعات كانوا ضد الشباب وضد قدرات الشباب..

بكلمةٍ منهم قد تصدر دون قصد.. دون النظر إلى أبعادها وتراكماتها السلبية الهائلة في نفوس الشباب...

دائمًا يُنكرون على الشباب تحمسهم وإندفاعهم إلى العمل وإقبالهم على الحياة بروحٍ بهيجة ونفسٍ سعيدة..

دائمًا يشجبون تصرفاتهم الجريئة كأن يطلقوا العنان لأحلامهم البريئة؛فيجدوا أنفسهم بين أحضان مستقبلهم المشرق والواعد...

دائمًا لا نجد منهم إلا كلمات اللوم والعتاب،إنهم لا يكفوا عن مطالبة الثورة الشبابية بالركود والخمود؛حجتهم في ذلك أن الوقت لم يحنْ بعد كي تخرج إلى النور؛فتكون كالبركان يُدمر المتكاسلين النائمين..

يؤسفني أنهم يتحدثون نيابةً عنا نحن الشباب المبدعين،يُزعجني أنهم يدعونّ أنهم مستعدون لنصرة الإبداع والمبدعين،وهم في الحقيقة لا يدركونّ قدراتنا ولا يعرفونّ حدودها بل هم على قناعةٍ أننا قد نخفقُ في تحقيق ما يُطلبُ منا من أعمالٍ عادية ...!!

آآآآه يا وجع الإبداع ويا وجع الطموح ويا وجع الشباب المتدفق في عروقي...!

آآآآآه ثم آآآآه من مؤسساتنا الشبابية على اختلاف أنواعها وتوجههاتها وانتماءاتها...!!

آآآآآه ثم آآآآآه من قسوة الأحكام الخاطئة التي يُصدرها مسؤولونا بقصدٍ أو غير قصد...!!

آآآآآه من غياب الإعتبارات وعدم مراعاة الفروق الفردية بين البشر،بل عدم احترام رغبات وقدرات ومهارات البشر...!!

آآآآآهٌ من زمنٍ ينبضُ فيه الشباب بلحنٍ حزين مفاده"كفى إحباطًا...اتركوا لنا المجال لنبدع ..ثم احكموا علينا"...

وهنا لامجال أمام كل طموح سوى أن يصبر وأن يعض على جراحه؛ليعتبرها معركة البطولة التي يجب أن ينتصرّ فيها إبداعه؛بل التي يجب أن يصرعّ فيها أعداء طموحه أيًا كان نوعهم..

دام الإبداع بخير،ودمتي يا(هنادي)مبدعة