خواطر المرشد
خواطر المرشد
المرشد العام د. محمد بديع
خواطر الدكتور محمد بديع فضيلة المرشد العام في لقائه ببعض الإخوة المعتقلين
خاص لنافذة مصر:
ننشر نص خواطر الأستاذ الدكتور محمد بديع فضيلة المرشد العام في لقائه ببعض الإخوة المعتقلين في سجن جمصة أثناء المحاكمة.
موعد اللقاء أيام 1 و 2 و 3 فبراير 2015 ولم يحضر فضيلته يوم 4 فبراير لظروف حضوره مع الرئيس مرسي جلسة محاكمة في قاعة أخرى.
رغم تقدم سن فضيلة الأستاذ المرشد (75 عاما) إلا أن الله حباه صحة جيدة ورشاقة ولياقة وحضورا ذهنيا رائعا.
دخل قاعة المحكمة وسط تكبيرات العيد والهتاف وشعار (الله غايتنا) فأصبح الجو العام مفعما بالحمية والحماسة ، وبدأ بإلقاء السلام على جميع الحضور وتفقَّد أصحاب الظروف الخاصة وسأل عن أحوال جميع الإخوان في سجن جمصة وأوصى بتوصيل تحياته لهم، ثم بدأ النفحات الإيمانية واللمحات الروحانية ننقل لحضراتكم منها ما يأتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، فإن صبر اجبتاه، فإن رضي اصطفاه
والله سبحانه وتعالى يقول: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا) فالذي يَحْدُث أن ربنا يهيئ البلد بل العالم كله لاستقبال أمر عظيم ويُحْدِث الفرز من أجل حمل الراية.
والفرز الذي نجده الآن.. د. عصام العريان، د. أبو الفتوح رغم أنهما كانا معًا في كل شيء فانظر إلى كل منهما الآن (لو تزيلوا لعذبنا الذين ظلموا منهم عذابا أليما)
مختار نوح، وخالد بدوي. قلت له: سوف يرسل لك مَلِكُ الغساسنة! لكنه لم يفهم الرسالة.
صلاح نصر قال إن الحرب النفسية جزء من الحرب مع الإخوان، وقد جربنا كل الوسائل مع الإخوان ولم تنجح.. وصدق الله: (قد مكر الذين من قبلهم)
الله سبحانه وتعالى يختار بعد الفرز (ويتخذَ منكم شهداء)، (والله لا يحب الظالمين) يجهزك الله ويَعُدُّك بما أنت فيه من الابتلاء.
د. معتز المرزوقي من المنوفية في محنة 65 دخل عليَّ وجسمه ينزف منه الدم، احتضنته لأهدئ من روعه، فقال لي: أحمد الله سبحانه وتعالى أن الدم الذي نزف من جسمي أخذ كل حاجة حرام وأصبحت أنا الكسبان.
جدتنا هاجر أم سيدنا إسماعيل علمتنا قبل السعي وأثناء السعي وبعد السعي.
قبل السعي: اليقين.. تسأل إبراهيم: أنت رايح فين؟ أنت رايح لمين؟ تريد الاطمئنان على نية زوجها أنه رايح لله.. هو أمرك بهذا؟ أنا واثقة في ربنا إذن لن يضيعنا.. اطمأنت على المستقبل.
وأثناء السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط ولا تجد ماءً...
وأنا قلت للمحامين في القضية: سوف تقطعون سبعة أشواط ولن تجدوا مياهًا عند القضاة لأنهم مُنتقونَ، لكن لا بد أن تستفرغ جهدك (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)..
ابحث أنت عن سعيك (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) والرزق فضل من الله (من رزقه) لا من سعيك.. السعي أجر والرزق قرار (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)
السيدة هاجر تعبت سبعة أشواط عند كل جبل ولم ترَ إنسانًا حتى جاءت الجائزة الكبرى من الله لهاجر وللأمة كلها عبر الزمان والمكان، فالعطاء من الكريم على قدر كرمه لا على قدر طلبك أنت.
ليس لكِ يا هاجرُ العطاء وحدك بل لكِ ولرضيعك وللناس أجمعين، وليس لقومك وعصرك وزمنك فقط... لذلك نحن ننتظر من الله ما هو أعظم مما نتمناه.
ولو الموضوع هو أن السيسي يمشي يبقى هزلت... خلافة إن شاء الله... ثقوا في وعد الله... ربنا لا يهدم شُبَّاكًا في شقة كشغل المهندسين، فرب العزة يقول: (فأتى الله بنيانهم من القواعد) (وأملي لهم إن كيدي متين).. كل ما يفعله الانقلاب أنه يحفر قبره.. سكّة جهنم مرصوفة لعرباته وطائراته (فسنيسره للعسرى) (إذ انبعث أشقاها).. الكل مشى في السكة ونحن لم نترصد أحدًا إنما هم من ترصدوا وحرقوا الناس في رابعة ورصفوا الطرق وجددوا المسجد حتى يخفوا معالم جريمتهم.
أنا زرت الأستاذ سيد قطب وهو مريض في رأس البر رأيته يكتب وهو نائم على فراشه وقال لي: أنا أكتب الطبعة الثانية من الظلال في سورة الأنعام وجاءتني معاني قلت أكتبها للناس قبل أن أموت. ولما علم أنني استلمت العمل في أسيوط سألني: ماذا وجدت؟ قلت: وجدت تعصبًا من المسلمين والمسيحيين. فأوصاني ثلاث وصايا:
الأولى: أين اسم دينك في حياتك؟ هل دينك يفرح أن تقتل مسيحيا وتدخل معه النار؟ نريد منك القدوة التي نأخذها من رسول الله في معاملته مع اليهود حتى أسلم.
الثانية: ربنا وضع لنا رصيدًا في قلوب الخلق كلهم، وهو رصيد الفطرة.. والشاطر الموفَّق الذي يُخْرِج هذا الرصيد من قلب الإنسان.
الثالثة: كل همي أن يربط الله على قلوبنا ويثبتنا (فعلم ما فى قلوبهم).
وذكر لي الأستاذ سيد قطب موقف الدجوي حين قال له: يا سيد إنكم تريدون قتل عبد الناصر. فرد عليه الأستاذ سيد: إنَّ قتل عبد الناصر هدف تافه لا نسعى إليه، هدف الإخوان تربية الجيل المسلم الذي لا يُخْرِج أمثال عبد الناصر.