لننس الألم و نلقى الأمل
لننس الألم و نلقى الأمل
بقلم : عمار بن ياسر
حياة و فيها مصاعب ، طريق و فيه متاعب ، علوم وفيها شوائب ... هذه حال أمتنا قليلة العمل ... كثيرة المطالب ..!!!
كلمات بدأت بها كلامي و لكن لا أريد أن تكون عائقاً للتقدم أو مبرراً للتقاعس و الكسل بل أردت أن أجسد بها واقعنا و أن أجعلها نقطة بداية جديدة و يوم مشرق و مستقبل زاهر .
لكل أمة قواعد محددة و لكل مجتمع قيود ملزمة يجب عدم تجاوزها ، فالأمة هي مجموعة من الناس يشتركون في صفات محددة و تربط بينهم مصالح مشتركة يسعون إلى تحقيقها ، فالانتماء لأمة أو مجتمع أنى كان يتوجب التوافق و الترابط مع أهل هذا المجتمع و العمل بعملهم و السعي للوصول إلى هدفهم .... و لكن يا ترى كل أعضاء المجتمع يقومون بذلك ؟ و هل كلهم بنفس التفكير و السوية ..؟ للأسف هذا هو العائق .... أفكار و مبادئ و حلول نظرية كثيرة ، أما الواقع الملموس عجب عجاب لو ترى عيناك !!!
أمة إسلامية وصلت أطرافها إلى الشرق و الغرب و ازدهرت علومها بل و سابقت الأمم ..... أصبحت فتاتٌ من الدويلات و الدول ..!! واقع يبكي الصخر و الحجر .. حاولت تغيير المجتمع و تأملت في واقعه ... فكرت بالحل ... بكيت على ما أصابه ... و لكن بعد ذلك نسيت
و بعد برهة من الزمن و إذا بي أقرأ مقالاً أو قصة و من ضمنها ما يلي : (( تخيل أنك تحاول التغيير في المجتمع فأعددت لذلك و عملت من أجل ذلك و لكنك فشلت ! و بعد ذلك فكرت في بلدتك و قمت بالإعداد لتغييرها و لكن أيضاً فشلت ! و من ثم قلت أسرتي علّها تصلح ولكنك فوجئت بنفس النتيجة ... فتحجر قلبك بعد أن كان رقيقاً و بلد إحساسك بعد أن كان ملتهباً و قبل موتك فكرت في نفسك .. و إذا بك تحاول أن تصلح بنفسك فنجحت !! و بعد النجاح نظرت إلى الأسرة فإذا هي تغيرت و البلدة وكذلك المجتمع ... عندها أدركت أن نقطة البداية هي أنت و ليس غيرك ))
و بعد قراءة تلك الكلمات أحسست برعشة كبيرة في قلبي و ذهول شديد أصابني ... كأنه يتكلم عني .. لا بل عن صديقي ... لا عن أخي ... عن أبي ... و لكن أدركت أنه يتكلم عن واقع أمة بأسرها ، يتحدث عن عالم قبل الجاهل ... عن راع قبل الرعية .
نعم إنه واقع أمتنا .. بحوث و مناظرات و دروس و مناقشات و لكن أين التطبيق و حسن المعاملات .!!؟
بعد هذه المشاهد و تلك الدروس أدركت بأنه آن الأوان لنبدأ من جديد ... و آن أن تشرق الشمس و يتحرر العبيد .. يتحرروامن قيود كبلوا بها أنفسهم ، و تصرفات أعاقوا بها تقدمهم و حان موعد فجر جديد ...لو نظرنا إلى حال الامة نظرة سطحية لاعتقدنا بأن هذا الزمان عقيم و لن يولد الفجر الجديد .. و لكن إذا نظرنا إلى مؤسس هذه الأمة الذي كان في دعوته وحيد ألا و هو رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم الذي نجح في تأسيس الأمة و في نشر دعوته لأنه كان صادقاً في دعوته .. عابداً قبل أن يدعوا إلى العبادة .. مجاهداً قبل أن يدعوا للجهاد ... سالكاً طريقاً يدعوا إليه و متمسكاً بنهج ينادي إليه . و بعد هذه التأملات و تلك النظرات في بعض القصص و المقالات أدركت أن زماننا ليس عقيماً و لكن نحن من أراد ذلك ، و أدركت بأن لكل زرع حصاده ، فإن كان الزرع علماً و معرفة كان حصاده ارتقاء و نمو و رضا من الخلق و الخالق و سعادة في الدنيا و الآخرة .
و الآن قررت أن تكون هذه اللحظة نقطة بداية و تكون الإشراقة الأولى و آن أن ننسى الواقع المر و أن نزرع بذور العلم لنحصد المعرفة و التقدم .
نعم ... هيا أخي .. أختي .. صديقي .. أبي ... معلمي ، كل واحد من موقعه ، هيا لنتعلم معنى الاخوة .. معنى التعاون لنكن كالبنيان المرصوص .. لنكن جسداً واحداً إذا فرح أهل المغرب العربي فرحنا لفرحهم و إذا ابتلينا وقفوا معنا . هيا لنحارب الجهل ... لنسعى للعلم ، و نحارب الفرقة .. و نسعى للوحدة ، نحارب الاستبداد .. و نسعى للحرية ...... النصر قادم ... و الفجر آت و ما بعد الظلمة إلا النور و ما بعد العسر إلا اليسر ، و لكن أرجوكم ... أرجوكم تنبهوا و استفيقوا...... هيا لنبدأ اليوم الجديد بالعلم مقروناً بالعمل ... أمي الغالية نحن أمانة في أعناقك فلا تتركينا و بحاجة لحنانك فلا تخذلينا .... أبي الغالي .. شعلة النور كن لنا نوراً يقتدى به في العلم و العمل و مهد لنا طريق الخير و الرشاد ... أختي الغالية ... صوني جمالك و عفتك و سيري على خطى خير البشر و لا يغرنك مظهر أو أشكال حثالة من البشر .. أخي الغالي كبل قيودك و انطلق اترك طريق القول و اسلك طريق العمل ... صديقي أغلى ما في الكون هيا لنكن من المتحابين العاملين في الدنيا الفائزين بالآخرة
(( الأخلاء بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))
أين بناة الأمة ؟ أين صناع الحياة ؟ هيا بنا لنسلك مسلك الأبطال و لا يحزنكم قلة العدد و لكن افرحوا بقوة العزيمة .. بقوة الإرادة لاح النصر ... و هاهي علاماته أركان الأمة من الشباب بدأت فخذوا بأيديهم ... صانعات الأجيال انطلقن فالحقوا بهن و أقول إلى كل معتزل ثابت في مكانه أو مفسد لأمته أما آن لك أن تبدأ ... أما سمعت بشباب الصحوة لتنضم إليهم ..قرر.. و اسلك مسلكاً ، و لكن لا تتجاهل ذلك اليوم الذي ستسأل و أدرك أمام من ستقف ... ثم يقال هذا مفسد للأمة ... و هذا مصلح للأمة فكن مسؤولاً عن اختيارك
لنبدأ كل واحد بنفسه ... لننسى الكسل و نلقى العمل ، لننسى الألم و نلقى الأمل.