قواريرُ بوح

قواريرُ بوح

بطاقاتٌ مُبيَّتةٌ في زمنِ العيد

بقلم : لبابة أبو صالح

[email protected]

" ربما تجِدُ بطاقةً بينها لكَ / أو تجدين ..

فنحن نعرفُنا و إن لمْ تُكتَبْ أسماؤنا على جناحِ الحمامِ الزاجلِ

أو وجوهِ الرسائلِ "

(1)

سأبتدئ بكَ .. أنتَ !

أنا لمْ أعرِف معناك حتى سقطتُ في ذلك الحُلُم المزعِجِ

و رأيتُ أنني قدْ مُتُّ ..

لمَّا بكيتُ .. كنت أبكي لأنك ستحزنُ علَيَّ ..

و ليس لأنني أحسُّ بالحزن !

عندها فهمتُ ( ما أنتَ ) عندي ؟!

- أعتذر لأنها شاحبة جِدًّا ؛ و لكنه لون أيضًا -

أحس بأنك تعاتبني .. تطلب مني أن أغني مثلا ..

" أليس صباح العيد !! "

لذا سأخبرك بسر صغير خبَّـأتْـهُ في جيوبِ ذاكرتي سنونوةٌ جميلة وقفتْ على نافذتي ذاتَ فجر .

قالت : أتظنين يا لُبا أن الطيور تغردُ لأنها سعيدة ..

لا , إنها فقط ( بروفا ) المقطوعة الأخيرة .. !

و لذلك صرتُ أغني حين أريد أن أعتزِلَ الغناء ..

و أكتُب حينَ أحسُّ بأنه نصٌّ أخير يتفتق !

و أرسمُ حين يهزني الصمتُ فأسقط في صمتٍ مُدقِعٍ آخر ( و مُلوَّنٍ في كلِّ مرة ) .

و لكن حين أرسلُ بطاقاتٍ كهذه .. فلأنه العيدُ !!

و لا أحب أن أرتديَ ثوبًا مختلفًا في العيد ؛ فقط لأنه ( العيد )..

ثوبي نفسُهُ .. في زمنٍ أسموه ( عيدًا ) .

و بطاقاتي تحمِلُ بوحًا هو حصادُ الروحِ ذاتها ..

فاعذرني

(2)

أنتِ ..

ما أنتِ !.

أحيانًا أنسى أنني خرجتُ منكِ .. و أعتقِدُ أننا ابتدأنا معا ..

و كبرنا سويا ..

و الآن ..

اثنتان تفصلهما أزمنةٌ متلاشية ..

و ثمة روح واحدة تسكننا و تتنقلُّ في جسدينا !!

أمي .

ما أودُّ أن أقوله لكِ هذا العيد ..

هو أن رائحتكَ أعظمُ شيءٍ قدْ أفقده .

و أروعُ شيءٍ أحسُّه ..

لا حُرمتُكِ .. ما حييتْ !

(3)

أحبُّ عينيكَ كثيرًا ..  ربما لأنهما أنتَ بوضوح ..

أنا ما زلتُ أحسُّ بتلكَ العبارةِ التي نقشتها على جبين روايتي الثانية :

" إلى عينيكَ مرآةٍ تعكِسُ ألقَ فرحك بي .. فأشعر بالاكتفاء " ..

و كلما أحسستُ بكَ فرِحًا بي ..

أرتعِشُ في دمعةٍ أبتلعها خشية أن تُراقَ بعيدًا عن قلبي .

لا حرمتُكَ يا أبي !

(4)

عِدني بألا تسألني إن كنتُ أقصِدُكَ .

شكرًا لأنكَ حين حضرتَ .. ثم ما عُدتَ موجودًا ( ربما ) !!

غدوتَ روحًا مرفرفة في الجوار / الذاكرة .. آوي لدفئها

و أبكي ..

ثم أبتسم من جديد و أشكركَ !

و أنتَ لا تدري !

و هذه صفة أخرى لـ ( الرمادية ) .

(5)

آهٍ كم أشتاقُكَ يا منْ ضمَّهُ اللحْدُ منذ سبع سنواتٍ ..

مع أنك قبلها ماكنتَ تُدرِك شيئًا .

لكنك كنتَ روحًا تضمني بما حوته مقلتاك من الحُسْنِ و البراءة .

كنتَ تشبهني كثيرًا ..

أو أشبهك !!

عيدٌ سعيدٌ بجوارِ الله ..

اشتقتُك

(6)

عيدكِ سعيدٌ .

سعيـ..ـدٌ

يا لُبا .

(7)

كيفَ علمتَ أنني بحاجةٍ إلى هذه الوصفة :

" لك قدركِ وللفرحِ أجنحةٌ

الأمكنةُ كلها رموزٌ .. ولكنْ علينا أن نتمسكَ بخيطِ الفرحِ

 ونشدَّهُ بذكاءٍ إلى فضائِنا "

هل لي أن أضيفَ أنه عليَّ أن أؤمنَ بأن لروحيَ كذلك أجنحة و لحرفي و لمخيلتي .

هل تسمعني : بدأت أؤمن بكل هذا في هذا الصباح ..

شكرًا لكَ بعمق !!

عَرَّاف :

ربما يأتي غيرها .. و ربما لا .

1/10

عيد الفطر