ما أشبه اليوم بالبارحة

ما أشبه اليوم بالبارحة

غازي المهر

الحكمة أكثر ما يوصف به العربي  كيف لا وهو الذي اخرج  الأمثال للدنيا وسجلت في بطون الكتب وصارت دليلا يسلكه كل من يقرأ التاريخ من جميع الأمم ، ولكننا نجد في واقع الحال أن العربي  نادرا ما يتعايش معها ومما يدل ذلك أننا كثيرا ما تمر  بنا نفس الظروف وكأنها جديدة علينا  فكثيرا ما يعيد التاريخ نفسه  ولكن هيهات من يعتبر؟

في مثل هذه الأيام حيث بلادنا أشتات وحكومات تفصلها الحدود التي رسمها المستعمرون الذين لم يغادروننا إلا بعد أن غرس روح التفرقة بيننا وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح ، قلوبنا شتى لا رابط بيننا يجمعنا ويؤلف بيننا.

 انظروا إلى صفحات التاريخ والى سجلات الدولة الأيوبية كيف أن صلاح الدين  أدرك أن الأمة الإسلامية لا تقوم لها قائمة إلا بوحدة تربط أوصالها المتقطعة وتجمع قلوبها على قلب رجل واحد ، فقد تمكن منا الصليبيون واستحوذوا على الأقصى ولم يجدوا من يردعهم .

أخذ صلاح الدين يجمع أشتات الدول الإسلامية وضمها تحت قيادة واحدة وبعدما تأكد له أنها أصبحت امة واحدة همها واحد وأملها واحد تحرك بجيوشه إلى الأقصى لتحريره وفك أسره  فرح الأقصى لهبة المخلص والفاتح وعمت الفرحة جميع أركان الدولة الإسلامية وخلافا لما دسه الهادمون لتراث امتنا وأمجادها الغابرة والمشككون في قياداتنا حتى تخور عزائمنا ونفقد الثقة في تاريخنا المشرف ، وقد ورد من أحد كتاب العربية  وهو إبراهيم جواد في بحثه على الإنترنت صلاح الدين بين الأسطورة و الواقع انظر الرابط

http://www.14masom.com/hkaek-mn-tareek/11.htm

أن صلاح الدين ضيع ما حققه من نصر إذ تحالف مع أعدائه الصليبيين حفاظا على عرشه فأي منطق هذا فكيف لمنتصر يملك زمام الأمور ويملك كل أسباب القوة والنصر أن يتنازل بكل سهولة عن شيء طالما حلم وعمل بكل حزم وجد لاسترداده والمحافظة عليه وتقول المراجع أن الأمير محمد الملقب بالكامل صاحب الديار المصرية انظر الكامل في التاريخ مجلد 13 ص 143 انه تنازل عن بيت المقدس للصليبين وكذلك انظر البحث التنازل عن بيت المقدس- عندما تباع المقدسات  انظر الرابط

http://www.islammemo.cc/historydb/one_news.asp?IDnews=431

ما أشبه اليوم بالبارحة ونحن اليوم نمر بنفس الأحوال فأنى لنا أن نستفيد من تاريخنا وندرك أن خلاصنا الوحيد بوحدتنا والانضواء تحت قيادة واحدة.