طيورك المهاجرة تشتاق للعودة..
طيورك المهاجرة تشتاق للعودة..
آزاد منير غضبان
الصف الثالث متوسط
في ليلة من ليالي الصيف الجميلة الدافئة.. والقمر يطل من بعيد ليضيء الدنيا ويبهجها .. جلست على الشرفة .. وأخذت أنظر إلى تلك المدينة النائمة .. إنها حقا رائعة ..هي عمان .. جلست أتأمل .. بعد فترة .. لاحت لي من بعيد .. اعز أرض على قلبي .. سوريا .. بحكم أن سوريا قريبة جدا من الأردن .. فإنني هناك .. لا أفتأ أذكرها .. وأحاول محاولة يائسة أن أنظر إلى ما وراء الظلام .. فلا أرى إلا العمارات الشاهقة وأضواء تسطع من بعيد .. فيرتد نظري حسيرا منكسرا .. ولكن .. كنت أحاول أن أشتم من نسيم عمان .. نسيم سورية فيسعدني التفكير في ذلك .. فأحاول وأحاول .. وبالفعل .. أحسست بذلك .. وأخذت أتنفس بعمق .. ولكن .. بعد ثوان .. رحل ذلك النسيم .. فأحسست بالنار تلهب قلبي الحائر .. قال الشاعر :
نسيم من ربى وطني أنـسـت به فودعني عليلا | توارىفخلف في الجوى جمرا ونارا كذلك حال من هجر العذارى |
ومرت ليالي الصيف الجميلة .. بسرعة فائقة .. ورجعت إلى المملكة ... وأنا أودع عمان .. وأودع وطني من بعيد .. لأعود إلى مكة .. أرض الطهر والنقاء ..
في أول يوم في المدرسة .. وكالعادة .. أخذت أسلم على هذه وتلك .. ونتبادل أخبار الإجازة .. وبعد قليل .. أتت إلى صديقتي ندى .. لتعطيني أحجارا وعملات !! نظرت إليها باستغراب .. ماهذا .. قالت : لقد ذهبنا إلى سوريا وأحببت أن آتي لك بشيء من آثارها .. تضاربت مشاعر في نفسي .. أأحزن أم أفرح أم أبكي ..
وبعد قليل .. أتت إلى صديقتي الثانية سجى لتعطيني تحفة بها تراب ملون قد نقش عليها إسمينا وللمرة الثانية أشده .. سألتها أيضا : ماهذا . قالت هو من سوريا .. أحببت أن آتي لك بشيء منها.. وبعد قليل .. جاءت صديقتي الثالثة _ من غير اتفاق بينهم _ لتعطيني عقدا نقش عليه حرفي وبعض عملات .. وقبل أن آتي بأي رد فعل .. قالت أيضا : هو من سوريا .. عجز لساني عن شكرهم .. فقط قلت لهم شكرا لكم .. والتزمت الصمت وأنا أتأمل تلك الهدايا الرائعة .. أخذت أفكر .. عندما كنت في عمان .. هم كانوا في وطني .. فهل أحسوا في وبمشاعري .. قطع حبل أفكاري في نقاشهم عن سوريا .. في جلستنا المعتادة وأخذوا يستذكرون أين ذهبت كل واحدة منهم .. وكيف اشترت تلك .. وكيف استمتعت تلك .. وبعد قليل أخذ الحديث يمتد شيئا فشيئا إلى أن وصلوا إلى الأنهار والبحيرات .. وأخذوا يقصون ما شاهدوا من جمال وخضرة .. سررت كثيرا بهذا الحديث ثم رجعت إلى المنزل وأنا أحسن حالا بكثير من ذي قبل .. نعم .. أحسست أني محظوظة بصديقاتي .. ندى .. سجى .. بشائر
واستشعرت نعمة أني أعيش في بلاد الحرمين الشريفين .. وفي مكة المكرمة . أطهر بقعة على الأرض.. فيخفف ذلك من ألم غربتي عن وطني ..
ولكني لن أتوقف وسأظل أعمل وأعمل .. حتى أعود إلى وطني وأجاهد فيه كي تكون كلمة الله هي العليا .. وأعيد ذكر أجدادي من صحابة رسول الله .. عندما أتوا إلى أرضي وأخرجوها من الظلمات إلى النور .