حافَّةُ أرقْ

لبابة أبو صالح

[email protected]

" يا عامُ لا تقربْ مساكِننا فنحنُ هنا طيوف
من عالم الأشباح ينكرنا البشر .. "

                                                  - نازك الملائكة -

 -1-

صحوتُ و غناؤكِ عالقٌ بغنائي .

فهل زرْتُكِ حيثُ تسكنين يا نازكْ .

أم زُرتِني !

-2-

أفهمني الآخرون كلَّ شيءٍ و نوَّهوا :

" حين تكبرين , ستفهمين "

كبرتُ جِدًّا .. و ما فهمتُ أبدًا !

-3-

الأشياءُ التي لم أفهمها لم تَكن مستعصية أو مستحيلة .

لكنها كانتْ غريبةً و بعيدةً عن منطِقِ الذينَ لا ينامون

من غير أن يتكوروا ملتحفين حتى الناصيةِ .. و خائفين حدَّ البكاء ..

لا ينامونَ من غيرِ أن تهدهدهم ابتساماتُ الأنقياءِ النازِحةُ عن الذاكرة ..

كانت غريبةً كقسوة ..

و مُزعِجةً كأسئلةٍ مُصْليةٍ .. واخزة !

-4-

و كتبتُ ذاتَ وسنْ :

" تاريخُ أسئلتي اختفى

و اللعبةَ الشقراءَ أسهدَها الحديثُ فلمْ تنمْ

كانتْ بحجري باسمهْ

و الآن فوق ذراعِ أخرى ساهمهْ

أحببتُ كلَّ الأصدقاءِ

و كلَّ أزهار الربيعْ

أحببتُ أغنية السماءِ

ركضتُ تحتَ هطولها

و شدَوتُ ( زهرَ البيلسانْ ) !!

كنا صغارًا عاشقينَ لذي الحياهْ

وكأننا بعدَ الطفولةِ سوف نبقى أصدقاءً عاشقينْ !

يالي و يالَلْآخرينْ ...

ما أخبروني أنني سأغيبُ عن وعيِ الجمالِ

إذا كبرتُ بذي السنينْ ! "

-5-

أَسَرَّ لي في حديثٍ صحفي :

-       أنا أعيشُ عزلةً ماجنة !

-       جميلةٌ هذه الكلمة : ( العزلة ) !.

-       لماذا ؛ ماذا ترين فيها ؟!

-       ربما " حجرةً معتمة , مضاءةً زواياها بالشموع , و ورقةً بيضاء و قلمًا و ذاتًا تبكي ! " .

-6-

لما مات السيابُ  ( أمطرتْ )

و لما دَرَسنا أنشودته المطرية ( أمطرتْ )

و لما وقفنا في بهوِ الساحة و السماءُ بِبَلَلِها سقفُنا

و أنشدناها بلحنٍ اخترناه ( أمطرتْ )

فيا إلهي ...

متى سيكف هذا الرجلُ عن البكاءْ !

-7-

لو أنني خُلِقتُ قبَل أن يكتبوا الشِّعرَ ..

لكنتُ أوجدتُهُ ... !

-8-

حكاياتُ نومي لا تنتهي .

فتارةً أفيقُ بذاكرةٍ ممحوَّة !

وتارةً أفيق بحلمٍ يتكررُ !!

أو أفيقُ بجسدٍ أنحاؤهُ مضرَّجةٌ بالتعبِ ..

ذاتَ مرةٍ صحوتُ و قلبي يرتعِشُ

فلمْ يسكُنْ إلا حينما سمعتُ صوتَ المطرِ يهطلُ في سمعي

إنه بخير !

-9-

" ربِّ إني وهنَ القلبُ مني .

                و اشتعلَ الحرفُ شيبًا "

-10-

بعد أن غابَ .. أصبحَ وجودُهُ بيننا أسطورةً يونانية ..

مع أن الأصل .. أن يكونَ موجودًا .

فإن غاب فإنها اللعنة !

                    ( أقصِد الإنسانَ بمعناهُ الغائب ) .

 -11-

الحياةُ أقصرُ من أن تحتمل التجربةَ و الإخفاق .

إننا نملِكُ ( قرآنا ) يهدي للتي هي أقوم ..

يُدرِكنا .. بقدرِ ما يجهلُهُ بعضُنا ..

-12-

أنا حرفٌ مريضٌ بالحياة ..

كلَّما كتبَ نصًّا .. تخيلَهُ النصََّ الأخير

فحمَّلَهُ أقصى ما يمكن من حمولة .

و يشاء القدر أن يكتب بعده نصا آخر .

و لا أدري متى سيأتي ..

النص الأخير !