إليك حبيبتي
د.محمد سالم سعد الله
تحية طيبة ، وبعد :
في البدء كانت الابتسامة كوليد جميل يتوق إلى الدفء والمودة ، واليوم انطلقت المشاعر لترسم الندى على وجوه المقربين ، إنها اللحظة التي عانقت أملها ، وارتمت في أحلام المستقبل البعيد ، وارتضت بمقولات التفاؤل الذي تعرى من أقنعته ، والتمس غصنا يلوح به للمعجبين .
قد أصبح سرياليا لأني وجدت البارود قد عبث بقلمي ، وفقع أوراقا كنت أخطها لحبيبتي ، فسال الحبر دما اشمأز منه دمي ، آه على أوردتي .. لم يبق من دمها الفاسد سوى حبيبات من يورانيوم ، كنت قد تناولتها مع نشرة الأخبار عن وطني .
وطني ..
وما أدراكِ ما وطني ؟! .
نار العشق تخرج من فمي ، أسطورة الخلود تمشي على جسدي ، عانقت عيناه إذ مرّ بي ، لكني كنت نائما ، ولم أدر أنّ الرمث قد نخر قواه ، فلم يشعر بمحبتي .
أتريدين الآن خبز جدتي .. ؟ .
لقد فَقِه قلبي .. أنّ حديثا جرى بالأمس عن الـ( بيبسي ) أنه سائل مخادع ، يغير الطعم والعرق والولاء ، لا سيما وهو الآن يمتطي رزقي .
عزيزتي .. كم سُعدنا بسقوط هبل ، وموت أبي جهل ، لكننا بَكينا ضِعفا ، وازددنا ضَعفا ، بضياع الأندلس ، وخسارة ( أحد ) الجبل .
ذِكركِ يجري مع دجلة والفرات الغني ، ليلتقـي ألمـي فـي ( كرمة علي ) ، ويسـرع صوبَ ( هيت ) و( الزيبر ) و( بابل ) ليرتدي وساما نُسج في ( مندلي ) .
حبّكِ أعماني ، وأفنى سمعي وبصري ، لكني أتوق للرجوع إلى صدر أمي ..
عزيزتي .. أريد أن أطمئن على وطني ، فهل ما زال هناك خبر يسرق الانتماء ، ويقدم النهب والسلب عنوانا لهويتي ، أرجوك لا تترددي في الاتصال بي ، فأنا دوما في انتظار نبضك المتدفق بحب النخيل والتين والزيتون ، وعذرا فقد طال غيابك عني .