يا شهيدة الحجاب.. سلاماً

يا شهيدة الحجاب.. سلاماً !

الشهيدة مروة الشربيني

أختك المنقبة: شيماء محمد توفيق الحداد

[email protected]

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

حوار الأديان ، كل إنسان حر ، تقبُّل الآخر ، احترام وجهات النظر ....... إلخ . شعارات مللنا تردادها حتى استعد الدهر ليجعلَها وجبتَه التالية ، إلا أن ما يثير العجب هو اتِّضاح تطبيقها ضد المسلمين فقط وبكل سفور وتبجُّح !!..

وإلا .. فلماذا يُهان المسلمون في كل مكان ؟! ، ولماذا تُهدَم المساجد على رؤوس المصلِّين في فلسطين والعراق ؟! ، ولماذا يُتَهَكَّمُ على رسول العالمين محمد صلى الله عليه وسلم ؟! ، ولماذا على المسلمين فقط تقبُّلُ وجهات النظر الأخرى وإن كانت تُنكِر الإله وتهزأ بالإسلام وتُسفِر عن الهجوم والحروب والدماء ؟!! .

ولماذا تُقتَل مروة الشربيني بسبب الحجاب ؟!! .

هذا الأخير هو المثال الذي أود أن أتوسَّع في طرحه هنا ؛ فهو آخر ما شهدناه ..

***

والدكتورة مروة الشربيني – فيما تواضع الجميع – هي تلك المرأة المسلمة المحجَّبة التي طعنها شبيهُ رجلٍ ألمانيٌّ غيظاً من حجابها وتلبيةً لرغبةِ نفسِه المريضة المستشعِرة للنقص دوماً !.. ولم يكتفِ شبيهُ الرجل بذلك حتى طعن زوجَها (الرجلَ) وأمام طفلهما الصغير ذي السنوات الأربع ، أسأل الله لنفسيَّته السلامة !.

ومن الوجيه جدّاً أن نسأل ذلك المجرم: هل حقَّقتَ غايتَك وشفيتَ غيظَك بما فعلتَ ؟! .

أنت مخطئ !..

يا هذا المخلوق .. لقد قتلتَ امرأة محجَّبة لكنك لم تقتل الحجاب ولن تقتله !، كما أن أجدادك المتوحشين حاولوا قتلَ الإسلام .. فإذا به هو من يواريهم في التراب مسجِّلاً في التاريخ صفحاتهم السوداء !..

يا هذا المخلوق .. لقد رميتها بالتهم ، وقذفتها بالشتائم ، وقلتَ فيها كل ما يمكن أن يقوله وضيعُ نفسٍ مثلك ، إلا أنك ما زدتَ على أن أشبهتَ من يحاول تشويه كفاح المجاهدين والنيل من ذكرهم العطر ، فكانت النتيجة أن مُنِيَ كلاكما بالخزي والخسارة ، وسما الأطهار رغم أنوفكم التي صافحها الهوان !..

يا هذا المخلوق .. لو كففتَ لكان خيراً لك ؛ فإنك لا تستطيع الانتصار علينا .. ويلك أيها العبد الآبق الضعيف ! .. إننا – نحن المسلمين – نأوي إلى ركن شديد !..

يا هذا المخلوق .. قد أبَقتَ بكفرك ، وتحامقتَ بتفكيرك ، وضعفُك نتاجُ هذين الأمرين معاً ، وجريمتُكَ دليلُه !..

إن الحجابَ دليلُ الطهر وإن لم تقرُّه مدنيَّتكم المتوحِّشة ، والعفافَ زينةُ المرأة وإن لم تتخذْه كذلك نساءُ حضارتكم المتخلِّفة ، والحرصَ على الحشمة والوقار حفاظٌ على جيل بأكمله ولو نادت بنبذه عدالتُكم الظالمة !..

وإني لأعلم يقيناً أن ما أقوله لن يدركه عقلك ولا عقول أمثالك القاصرة .. إنكم تعجبون من امرأة فضَّلت الموت على التفريط بحجابها وعفافها ؛ ليس لأنها مخطئة ، كلا والله !، بل لأن هذه الفضائل غائبة عن حياتكم ، معدومة من قواميسكم ، لا اعتراف لكم بها في سلوككم وتصرفاتكم ..

ويل لكم !..

تحسبون أن بموت الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام قد مات الإسلام وأهله ، وفاتكم أن الله حي لا يموت ..

تضحكون من حال المسلمين اليوم وتعدونه نكتة ، والحقيقة أن كل مسلم منا خالد وعمر وعلي ، وكل مسلمة منا عائشة وخولة والخنساء .. كما لا يبعد أبداً – يا هؤلاء – أن يكون المسلم أو المسلمة خالداً وعائشة في آن معاً !..

نحن نساء المسلمات من نطيع الله ونلتزم الإسلام بكل حذافيره ما استطعنا ، نشعل قلوبكم غيظاً بحجابنا ، ونفسد عليكم حياتكم المريضة بنداء الحق الخالد ، وننسف مشاريعكم الإجرامية ودعاواكم المغرِضة بأرواحنا الطاهرة وأهدافنا السامية وثباتنا المشرِّف .. نحن!.. نحن من نتحاشى الرجلَ الفاضلَ – كلاماً واختلاطاً – احتراماً ، وشبيهَ الرجلِ الفاسقَ ترفُّعاً ، وفي الحالَين كليهما: طاعةً لله .

نحن من التزمنا الحجاب الكامل ، وغطاء الوجه الساتر ؛ لأننا أسمى مكانة عند الله تعالى من أن ننزل إلى المستنقعات وننحدر إلى الرزايا .. وإن كنا كذلك عند الله سبحانه ، فما حاجتنا بالبشر ؟!! .

لا!.. لم يمنعنا الحجاب من علم ولا شهادة ، ولا سفر ولا سعادة ، ولا حتى من أداء واجبنا تجاه الدين والوطن .. ولكن ضمن ما اقتضاه الشارع الحكيم حفاظاً على حريتنا (حرية العقلاء ، لا حرية سواهم !) وحرصاً على إسعادنا .. وبذلك تغدو كل فتاة مسلمة ملكة بين ملوك وملكات ..

تقولون: إن الحجاب رجعية وتخلُّف ؟!!.. حسن .. إن هذا الذي تعدونه من التخلُّف – وهو عنوان الحضارة – قد جعل من فتياتنا فتيات سعيدات واثقات بربهن ، هانئات بحياتهن ، مغتبطات بعيشهن ، يستشعرْن معاني العزة والكرامة في كل لحظة ..

يا هؤلاء .. احذروا !.. إنكم إن كنتم تأوون إلى ركنٍ - من الانحلال والفِسْقِ – يريد أن ينقضَّ ، فإننا – نحن المسلمين والمسلمات – نأوي إلى ركن شديد !.. ونحتمي بالله العزيز الحميد ، وقد خاب من ظن نفسَه ندّاً لله فتطاول ، أو فوق القوانين فتمادى !..

ثم.. أليس التمسك بما تسمُّونه تخلُّفاً للحصول على سعادة الحياة ...... أفضل من اللجوء إلى مستشفيات المجانين هرباً من الحياة ؟!..

   إنها مسائل – لو عقلتم – لا مجال فيها للنقاش ، بل إنها لأشد بداهة من كل البَدهيَّات .. ألم تشجعوا على الاختلاط والتبرُّج وكل تلك الحماقات ؟!.. ها أنتم تحصدون نتائج ذلك في أمثال بلد هذا المجرم الوضيع !.. مبارك عليكم !!!..

وبعد:

فمهما عتا الكفار وطغوا فإنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح ، ولئن ماتت مروة الشربيني فكل فتاة مسلمة ستكون مروة الشربيني ..

ويا أختي الغالية مروة:

لتنم منك العين قريرة ، ولترقد النفس منك مطمئنة ، ولتحلق روحك الطاهرة هانئة جَذِلة .. فإنك إن تكوني قد قضيتِ (هنا) بسبب حجابك ، فإنك ستحيين (هناك) حياة سرمدية خالدة بسببه أيضاً [1]، ولئن كنتِ لقيتِ العنتَ (هنا) بسبب عفافك ، فلتسعدي بالنعيم والرغد الموجود (هناك) .. وكل من عرف واشتاق وأحب وتمنى ... يعرف أبعاد كلمة: (هناك) ..

ولئن ضاقت عنك عدالةُ الدنيا ، فستتسع لك عدالة السماء ..

ففي الأرض قد نُبِذَ الإسلام وهُجِرَتْ تعاليم القرآن الكريم ، أما السماء .. فمن هناك.. من هناك جاء الإسلام !..

              

(1) بعد رحمة الله تعالى .