هَشيمُ الحُروف

ابنة الحدباء

 خَطَّ القلمُ حُروفاً تحملُ نزفَ الكََلِم

هَشيماً ، وأنيناً وعبراتٍ من الشجن

بصمتٍ مذبوحٍ تُسطِّرها الأنامِل

تستعرُ ناراً..تكوي النفسَ بدمعِ الألم

أجمعُ حُطام بعضي ....

أُلملمُ ما تبقى من أشلائي

أدفن بقايا نفسي

أسطِّرُ حروفاً ..بنـزفٍ من شرياني

بَعثرتُ أوراقي

بحثتُ بينها عن سطورٍ لِعزائي

فما وجدتُها إلا صرخاتٍ لآلامي

فها أنا ذا أقفُ على أعتاب قبري؟!.

تنادي الأعاصيرُ العاتيةُ مركبي

ورياحُ السموم تحرق الدمعَ على وجنتي

لتصمَّ مسامعي...

صرختُ في المجهول :

أسفاً على العمر...

كيف ضاع!؟..

مرّ سراعاً وتوارى في دُجى الماضي

حيث هناك...هجرت لعبي وفراشاتي وأراجيحي

حيث رؤى ابتساماتي....وآمالي

إلى حاضري ....

حيث ركنتُ الى زوايةٍ مظلمةٍ في فناء غربتي

إلى مملكةِ الصقيعِ المخضبِّ بالضبابِ

فلمنْ أشكو عذاباتي

ولمن أرسل سطوري

والكلُّ غارق في الأحزانِ

أنا لا أنشد العيشَ في وادي السوادِ

بينَ الجثثِ والأمواتِ

جثثاً مقيدةً على الرغم من تصاعدِ الأنفاسِ

أنشدُ أملاً وإن كان بعيدَ المنالِ

أتوقُ إليه وأسأل خالقي عن الجوابِ

لأتمسك بحبلِ الأملِ

أراه قريباً مني .. على الرغم مما يبعده عني من مسافات

ويا خوفي إن وصلت إليهِ

أخيراً

أراه قد اضمحلَّ ... وغاب !