على الطريقة الإسلامية
يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
عندما توفي أحد رؤساء الجمهورية المسلمين في الهند ، توقفت وكالات الأنباء عند وصف وقائع الدفن ، مشيرة إلى أنه سيكون على الطريقة الإسلامية ، وليس كما يفعل الهندوس في موتاهم من حرق ونسف للرماد في نهرهم المقدس ...
وعندما فتحت الأسواق العربية أبوابها لتستقبل المنتجات الصناعية والغذائية المختلفة ، كانت عبارة ( على الطريقة الإسلامية ) تنتظر كثيرا من هذه المواد ،التي تملأ القسم الأكبر في أي ( سوبر ماركت ) في الوطن العربي ابتداء من ديوك العالم التي تصيح في أقصى المعمورة ، ويؤتى بها مثلجة في وسائل التبريد، لتنافس ديوكنا التي تركت مهمتها في الصياح لساعات المنبه ، التي تصيح في أي وقت تريد !
ومرورا بأسماك البحار والمحيطات التي تصطاد أو التي ربما استلقت على قفاها لتدخل مصانع التعليب ...
وليس انتهاء بالحيوانات التي كانت تثغو على شواطئ الصين ، أو تخور في مزارع تكساس ، وتأتينا مجففة على أنها مذبوحة بالطريقة الإسلامية ؟
لقد أدركت كثير من هذه الشركات أن الإشارة إلى طريقة الذبح سواء أكان شرعيا أم غير ذلك ، هي الخاتم الذي يبرر لبضائعهم أن تنتقل في كثير من ديار المسلمين ، فراحت تستعمل هذه العبارة على ما يذبح ، وعلى ما يزرع في آن واحد ، إما جهلا منها ، أو استغفالا لنا ...
ومع أن القطن الذي يستعمل ضمادا ، ليس مادة غذائية ، ولم يزعم أحد من علماء النبات أنه تحول عن أصل حيواني ، ولا حتى الذين لا يزالون يؤمنون بنظرية داروين في التطور ... فإن خاتم (بالطريقة الإسلامية ) يتصدر على بعض هذه اللفائف ...
ولكن نسي هؤلاء – وهم في حمأة الاستغلال التجاري – أنه حتى الصوف الذي يجز من ظهور الأغنام ، يصلح لدينا بأية طريقة جز بها طالما أنه صوف غنم ..وليس شيئا آخر ؟!