لنكن أقوى من الحديد
هنادي نصر الله
يحتاج الإنسان بين الفينة والأخرى؛ لإعادة تقييم أوضاعه وعلاقاته بمن حوله من البشر، بحيث يُعزز الجوانب الإيجابية ويرتقي بها نحو السمو الأخلاقي، ويحارب مواطن الخلل ويُلقي بها في مهاوي الردى...
على صعيد واقعنا المعاش تأخذنا الطيبة لأن نسلّم بأن جميع من نتعامل معهم؛ يكنون لنا كل تقديرٍ وحبٍ واحترام؛ لكن ـ وللأسف ـ مع أول حفرةٍ نقع فيها، نراهم يبتعدون عنا ولا نجدهم ذلك الناصح الأمين؛ الذي يشخص لنا عيوبنا وأخطاءنا وزلاتنا!!
نجدهم يتحدثون بطلاسم تُشعرنا بمخاوف جمة من مستقبلٍ غامض حافلٍ بأشواك تُدمي كل ساعٍ نحو المعالي؛ تُوحي لنا وكأننا في مستنقعٍ من القيلِ والقال، وسوء الظنِ والرياء، ولا مجالّ أمامنا سوى احتساب ذلك عند الله؛ لننال الأجرّ والثواب..
قسوةُ أحكامهم تدعونا إلى التطوير والارتقاء، حدة نظراتهم تُجبرنا على التحدي وشحذ الهممِ للوصول إلى الهدف، لنثبتّ لهم على قدرِ إحباطهم سنعلو ونعلو، لن نبالي بعصفِ الرياح وعواصف البلاء..
قد يقول قائل" جلودنا ليست حديد، ماعدنا نقوى على أوجاعهم" نرد عليهم" توكلوا على الله، استعينوا بالصبرِ والدعاء، احتسبوا، بإمكانكم أن تفعلوا الكثير وتكونوا أقوى من الحديد".