همسات القمر 40

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* جف المداد

وانتفض قلمي يعلن ثورة الجوع

أسكت ثورته من وريد قلبي

وأرفدته بعضا من دموع

* رأيتك وليدا منحنيا على ذاتك .. تجمع بعضك على بعضك تلملم شيئا من شتاتك ..

ورأيتني هائمة في علاك ، أغسل روحي من بهاء ضياك .. أطلق قلبي جناحا مرفرفا صوبك يرتمي في حضن دفاك 

إليك يهفو الفؤاد .. ومنك يرشف حرفي المداد .. وبك أربت على ظهر آهة في ليل السهاد 

ما أجملك من رفيق...وما أبهاك صديقا يترفق بي في كل نازلة وضيق

أهواك بكل أشكالك .. بكل أطوارك .. بكل تقلبات أحوالك

دمت وضيئا في سماك

* كل شيء من غير المبدأ ، لا قيمة له

العلم من غير مبدأ .. لا قيمة له

المال من غير مبدأ .. لا قيمة له

الجمال من غير مبدأ .. لا قيمة له

يذهب العلم والمال والجمال في دروب الضياع .. إن أصبح المبدأ من سقط المتاع 

المبدأ لا يتجزأ

المبدأ قناعة وسلوك دائم وليس المصلحة والتنظير العائم

* ألف وهاء

حرفان يختصران الحكاية وينتصران على ثرثرة اللسان وجنون الهذيان !

* على ضفة نهرك أسلمت روحي الكليلة

أرخيتها بهدوء على بتلات زهر يرمق الطرف الأخر من النهر .. يبعث شذاه مؤازرة ومواساة للضفة الأخرى التي طال أسرها ونال منها عدوها ...

تتفلت روحي من مرقدها الهانئ على تلك البتلات .. تنساب بهدوء حذر متسللة صوب الحق المسلوب .. 

تنتشى بمرأى الأرض الطاهرة .. تهمس في أذنها مهمهة بنشيد الثبات والصمود .. تبثها الوعد الحق .. تمنيها بقرب عودة المنفيين في مشارق الأرض ومغاربها ..

لا تتركها إلا بعد أن ترسم بسمة الأمل على ثغرها الذي يشتاق لتقبيل أبنائه الغائبين ...

تعود وقد أخذت زادا تبثه الجسد الذي تسكنه

يقف العزم والإرادة متلاصقين مع التفاؤل والأمل

تصبح العودة على مرمى حجر 

والنصر على مسافة سفر

* يا ضفة نهري الحزينة ..

لن يطول الجفاف بأرضك .. فها هي الغيمات المقدسة تستعيد هيبتها وتأخذ أهبتها ..

قليل من الوقت .. ويغمرك الغيث .. 

قليل من الجهد .. يتمايز السمين عن الغث .. 

قليل من الصبر .. يتلاشي العناء المر

قليل من الانتظار .. يعود إليك مشرقا ابن الدار ... 

فلتتجملي ضفتنا الحزينة ولتبسمي .. ولتأمري أزاهيرك ترتوي ندى الأنجم 

اقترب موعد الحصاد ... واقترب حسابك مع الجلاد

ومع الفجر موعدنا مع الميلاد

ضفتي الحزينة ...

قريبا ستشنفين آذانك بصرخات النصر الوليد .. وقريبا ترفلين بثياب العيد

وما ذلك على الله ببعيد

* نغترب عن ذاتنا ونشعر أننا لم نعد نعرفها أو تربطنا بها صلة ، عندما نحيد عن دروب عرفناها لنا مبادئ منيرة في الدياجي المظلمات ..

* لعلاج مشاكلنا .. كثيرا ما نلجأ لدفن الرأس في الرمال

فلا يهدأ البال .. ولا يتغير الحال .. ولا نجني إلا سوء المآل

تماما كدائرة مجنونة هوجاء تتسارع بحمق ولا تتورع

* عندما ترفع الأفكار ساريتها وتمخر عباب بحار لا شواطئ لها

تلاطمها أمواج عمياء هائجة ... ترفعها طورها وتهوي بها في قاع سحيق حينا آخر .. 

فلا تغدو سوى كمتشرد تائه في دروب الضياع والالتياع

* أهي الأرض تنتظر زغرودة مدوية تزرع الفرحة في حناياها

أم نحن من ينتظر زغرودة الأرض تنبت زهور الحياة فينا ؟