أولاد وبنات ميكي
(أولاد ميكي)...ظاهرة اجتماعية غريبة وجديدة تطل برأسها لداخل المجتمع السوداني، وهي من الظواهر التي تشيع عند فئات معينة في مقدمتها (أجيال التعليم الأجنبي)، ولكن في الآونة الأخيرة لم تقتصر تلك الظاهرة عليهم فحسب بل تعدتهم لتصل إلى الطبقات الوسطى، والتي تأثرت كثيراً بهم، وصار بعضها مقلد متميز لمثل تلك الثقافات، بالقدر الذي أتاح التمدد لـ(أولاد ميكي) للظهور، ترافقهم في ذات الظهور (بنات ميكي) وهن الوجه الناعم لتلك الشريحة..!!..(السوداني) حاولت البحث في أضابير هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية:
ماعندهم (شغلة:
وبسؤالنا عن من هم (أولاد وبنات ميكي)...تأتي الإجابات متفرقة، من عدد من المواطنين، فالبعض يصفهم بأنهم مجموعة (ماعندها هم ولا شغلة)، وآخرون يعتقدون أنهم جيل جديد متمرد على كل العادات والتقاليد القديمة، بينما يذهب البقية إلى أن (أولاد ميكي) هم إفراز حقيقي لحالة الاستلاب الثقافي التي تعاني منها البلاد، والتي جعلت معظم الأجيال الجديدة ذات تأثر بالغرب في كل شيء في المظهر وفي الحديث وحتى في التصرفات.!
تأثر بالبيئة:
عن الموضوع يقول لـ(السوداني) الخريج الجامعي جهاد عبدالعظيم: (أولاد ميكي عبارة عن ضحايا التقليد الأعمى للثقافات الدخيلة علينا؟...
فهم يتأثرون بتلك الثقافات بصورة كبيرة مما يجعلهم بهذا الشكل وبتلك الوضعية)، وعلى ذات السياق يقول رفيقه محمد عوض لـ(السوداني): (شوفوا...الراجل بيتولد راجل بالفطرة..لكنه مع مرور الأيام وتواتر الأحداث والأزمنة يتأثر بالطبيعة وبالبيئة المحيطة به وبالكثير من العوامل الأخرى، وهناك من يتأثر لدرجة بعيدة وأولاد ميكي نموذج لهم، وهناك من يفلت من ذلك التأثر ويحافظ على كينونته وشخصيته)، ويواصل: (بصراحة لاتعجبني فكرة أولاد ميكي..أنا أعتقد أنهم مجموعة متشبهة بالنساء ليس إلا مقلدون ليس الا:
حول ذات الموضوع يقول محمد حمد الطالب بجامعة الرباط الوطني لـ(السوداني) بأن (أولاد ميكي) هم شباب عاديون جداً، فقط مايميزهم أن اهتمامهم بأنفسهم (زايد شوية)، ويضيف: (هم يقلدون الغرب في كل شيء في الملبس والمظهر وحتى طرق الحياة)، وعن سبب بتسميتهم بـ(أولاد ميكي)، قال محمد: ( لا أعلم...ولكنه اسم غريب بعض الشيء).!
بنات ميكي:
ولم يقتصر ظهور تلك الشريحة على الشباب فحسب، بل استطاعت تلك الشريحة أن تستوعب الفتيات في سياق ظهورها، فظهرت مؤخراً ما تسمى بـ(بنات ميكي) والتي ترافق (أولاده) في الظهور، وعن هذه الجزئية تحديداً تقول إحدى طالبات الفلسفة: (هن فتيات يتظاهرن بالرقة وبالإحساس..يحرصن على لفت الانتباه بأي وسيلة كانت...متكلفات لأبعد الحدود...ومتمردات بحيث يمكن لإحداهن قص شعرها إن سمحت لها الظروف بذلك)، وفي هذا الإطار تقول عدد من الفتيات إن (بنات ميكي) هم مجموعة من الفتيات اللاتي يحاولن لفت النظر إليهن، أو دفع الآخرين لوصفهن بـ(المرتاحات...
حالة نقص:
بينما تقول علا مأمون الطالبة بجامعة الجزيرة لـ(السوداني): (هذه النوعية من الفتيات غالباً ما يكون لديهن نقص في أشياء يحاولن إكمالها عبر هذا النهج الغريب)، وتضيف البنات من النوع ده بكون عندهم نقص بيحاولن يكملنه بي الحاجات دي).وتضيف آلاء صالح: (هن يبالغن في تصرفاتهن..ويتجاهلن تماماً أنهن مسلمات و(بنات ناس) من المفترض أن يكن واجهة مشرفة لأسرهن ولأهلهن.
السوداني
وسوم: العدد 648