خواطر من الكون المجاور الخاطرة 70 ..عولمة أم عالمية
في اﻵونة اﻷخيرة كثيرا ما نسمع من نشرات الأخبار مصطلح " العولمة " ومع سماعه نشاهد في شاشات التلفزيونية مظاهرات شعبية تسير ضد هذا المصطلح ، ثم نرى إشتباكات عنيفة تحصل بين المتظاهرين ورجال الشرطة، عشرات الجرحى ، سيارات محروقة ، محلات بواجهات محطمة. وسبب حدوث هذه اﻹشتباكات هو إختلاف الرأي بين الطرفين والمقصود ليس الشرطة هنا ولكن حكومات الدول العظمى ، فالطرف اﻷول يعتقد بأن العولمة هي لصالح الجميع ، أما الطرف الثاني فيعتقد بأنها نوع جديد من اﻹستعمار لسلب خيرات الشعوب .
قبل أن نذكر تعريف مصطلح " العولمة " لنذهب إلى جذور هذا النظام لنفهم خطوات تطوره وكيف تحول من شكله اﻹيجابي (العالمية ) إلى مفهومه السلبي (العولمة) كما نعرفه اليوم.
الديانة اﻹسلامية كآخر دين سماوي أكد على فكرة " لا فرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوى " وفي نهاية الحضارة اﻹسلامية أخذ الفيلسوف إبن رشد هذه الفكرة وأعطاها معناها الحقيقي فأخذت هذا الشكل " الروح الفردية ليست خالدة ولكن الروح العالمية هي فقط الخالدة " وبمعنى آخر اﻹنسان الذي يسعى إلى تأمين مصالحه فقط فإن روحه غير خالدة ، أما اﻹنسان الذي يسعى إلى خير اﻹنسانية فإن روحه تتحد مع الروح العالمية الخالدة وعندها تصبح روحه خالدة هي أيضا ، وبمعنى أشمل اﻹنسان الذي يسعى إلى تحقيق مصالح بلده أو عرقه أو دينه على حساب مصالح شعوب العالم اﻷخرى ، فإن روحه لا تستطيع أن تتحد مع الروح العالمية و تصبح غير خالدة. مهما كانت ديانة اﻹنسان فطالما أنه يؤمن بأن قومه هو فقط شعب الله المختار وأن بقية الشعوب من الضالين أو من المغضوب عليهم ، هذا يعني مباشرة أنه قد فصل نفسه عن الروح العالمية الخالدة. لذلك تفقد روحه صفة الخلود.
هذا المبدأ عن خلود الروح أعطاه الفلاسفة اﻷوربين مصطلح (الرشدية Averroism ) نسبة ﻹبن الرشد ، وهو صميم حضارة عصر النهضة ولكن للأسف الفهم السطحي لمفكري العصر الحديث لم يستطيعوا فهم العلاقة بين فلسفة إبن الرشد ومضمون حضارة عصر النهضة لذلك ضاع هذا المفهوم وتحول إلى مفهوم عشوائي لا يفيد في فهم مغزى تطور الحضارات.
مع ظهور عصر النهضة إعتمادا على مبدأ ( الرشدية ) بدأت تظهر تيارات فلسفية ( إنسانية Humanism ) و(الليبرلية ) تدافع عن حقوق اﻹنسان بغض النظر عن عرقه أو قوميته أو دينه ، فوضعت هذه التيارات الفلسفية اﻹنتماء اﻹنساني فوق جميع اﻹنتماءات اﻷخرى ( القومية، العرقية الدينية ، السياسية ) ، بهدف الوصول إلى عالم إنساني ديموقراطي موحد تعطي الفرد الحرية الكاملة في ممارسة عقائده الدينية وعاداته وتقاليده القومية طالما أنها تساهم في دفع المجتمع نحو الصفات السامية واﻷخلاق الحميدة.
الولايات المتحدة اﻷمريكية في بداية تأسيسها قامت على هذه المبادئ ولكن مع دخولها في الحرب العالمية الثانية ومواجهتها للقوات العسكرية اليابانية تحولت إلى دولة عسكرية عظمى جعلتها تفقد هويتها وبحجة أنها تحارب إنتشار الفكر الماركسي راحت تتدخل في سياسات الدول الضعيفة و تسلب خيراتها ، كذلك الثورة الشيوعية في روسيا عام 1917 حاولت أن تعتمد هذا المبدأ في سياستها وتم تكوين اﻹتحاد السوفييتي ، ولكن هذا اﻹتحاد تم على قاعدة مادية ، وبشكل غير مباشر تم على أفراد شعوب اﻹتحاد نوع من الغسيل الدماغي فتحولت جميعها إلى شعوب لا دين ولاعقيدة ،وكذلك تم فرض اللغة الروسية كلغة رئيسية على جميع شعوب اﻹتحاد ، ومع مرور الزمن راحت روسيا الجمهورية العظمى في هذا اﻹتحاد تستغل خيرات الشعوب اﻷخرى لتأمين مصالحها الخاصة ، فأصبحت روسيا تملك أكبر المصانع الثقيلة بينما بقية دول اﻹتحاد تحولت إلى بلدان زراعية فقيرة. ومع مرور الزمن ومع إزدياد الفساد في أعضاء الحزب الشيوعي أصبح رجال السياسة في اﻹتحاد السوفييتي من الطبقة الغنية جدا أما بقية أفراد الشعب فأصبحوا من الطبقة الفقيرة ، وبسبب عدم وجود الحريات الشخصية وكذلك اﻹنحطاط الروحي الذي كانت تعيشه هذه الشعوب إنهار اﻹتحاد السوفييتي بعد 69 عام من تأسيسه ، وتحول إلى دول عديدة فقيرة لا رابط بينهم سوى العداوة والبغضاء. وكأنهم أفراد عائلة الرواية الخالدة ( اﻷخوة كارامزوف ) التي كتبها اﻷديب الروسي فيودور دوستويفسكي. والتي حولها المخرج المصري حسام الدين مصطفى إلى فيلم سينمائي وأعطاه العنوان المناسب ( اﻹخوة اﻷعداء) .للأسف فإن فلاديمير لينين والذي يعتبر أبو الدولة السوفيتية لم يفهم مضمون رواية ( اﻷخوة كارامزوف ) والذي لخصه ديستوفسكي في عبارته الشهيرة ( إن لم يكن الله موجود فإن كل القيم واﻷخلاقيات تسقط من نفسها و يصبح كل شيء مباح من أصغر الذنوب إلى أكبر الجرائم ) اﻹتحاد السوفيتي تم بنائه على فكرة عدم وجود الله ، فكانت النتيجة - كما ذكرنا - تحول دول اﻹتحاد السوفيتي إلى اﻹخوة اﻷعداء.
في عام 1957 تم تكوين أول إتحاد أوربي وشمل (ألمانيا الغربية ، فرنسا، إيطاليا ، بلجيكا، هولندا ، لوكسمبورغ ) بهدف منع وقوع حرب عالمية أخرى ، وللأسف أعضاء هذا اﻹتحاد هم أيضأ لم يفهموا مغزى رواية " اﻷخوة كرامزوف " وذلك ﻷن هذا اﻹتحاد تم على شكل مؤسسة إقتصادية لذلك سمي بشكل غير رسمي ب" السوق اﻷوربية المشتركة " أي بمعنى آخر هذا اﻹتحاد أيضا تم على قاعدة مادية هدفها تأمين إقتصاد قوي يتحدى البلدان اﻷخرى. لذلك كانت نتيجته مشابهة جدا لما حصل في اﻹتحاد السوفيتي ، فاليوم وصل عدد دول اﻹتحاد اﻷوربي إلى 28 دولة ، حيث الدول اﻷوربية الشمالية الغربية منه تستغل إقتصاديا جميع الدول اﻷخرى دون أي تدخل عسكري. ، فراتب الموظف في بلاد الدنمارك يعادل الـ 5000 يورو بينما في بلغاريا يعادل الـ 130 يورو رغم أن المواد اﻹستهلاكية لها سعر واحد تقريبا في جميع بلدان اﻹتحاد اﻷوربي ، متوسط راتب العامل اليوناني قبل اﻷزمة اﻹقتصادية كان تقريبا من 1000-1500 يورو مع كامل ضمانته الصحية واﻹجتماعية، ولكن اليوم هبطت الرواتب إلى 400 - 600 يورو وبدون إي ضمان إجتماعي أو صحي ، وهناك من أصبح يعمل براتب لا يزيد عن الـ 300 يورو رغم أن اﻷسعار بقيت كما كانت قبل اﻷزمة اﻹقتصادية.
في اﻹتحاد السوفييتي رأينا إستغلال روسيا لجميع دول اﻹتحاد فمع إنهيار اﻹتحاد أخذت روسيا معظم رأسمال اﻹتحاد السوفيتي أما الدول اﻷخرى فخرجت فارغة اﻷيدي ، والشيء نفسه يحصل اﻵن بدول اﻹتحاد اﻷوربي ، حيث الدول الغنية تعطي قروض للدول الضعيفة بفائدة ضخمة وتفرض عليها شراء منتوجاتها هي بأسعار عالية ، ومع مرور الزمن وبسبب الفساد السياسي في حكومات البلدان الضعيفة ، أدى إلى زيادة الفارق في مستوى المعيشة بين بلاد اﻹتحاد اﻷوربي ، واليوم نجد الكثير من مفكري دول اﻹتحاد الأوربي يعتقدون أن شعوب اﻹتحاد اﻷوربي شيئا فشيء بدأت تنقسم إلى قسمين شعوب أسياد وشعوب عبيد. وهذا هو بالضبط هدف العولمة، وما حصل في دول اﻹتحاد اﻷوربي من تفاوت في إستغلال اﻹقتصادي للدول الضعيفة ، تحاول اليوم الدول العظمى تطبيقه على دول العالم بأجمعه.
فالعولمة كتعريف مزيف هو نظام يعطي اﻷشياء المختلفة صفة عالمية وينشرها في كافة أرجاء العالم ، ولكن في الحقيقة هو نظام عالمي هدفه إلغاء الحدود بين الشعوب أمام القوى العظمى وتحويل العالم إلى مدينة صغيرة يمكن بها التحكم في كل شيء لتأخذ هذه المدينة طابع واحد من حيث القاعدة الثقافية والعادات والتقاليد وبنفس الوقت تسمح بالحرية اﻹقتصادية والتبادل التجاري الذي سيحقق مصالح الدول العظمى فقط ، وبمعنى آخر العولمة هي إستعمار ذكي يحدث بدون أي تدخل عسكري ولكن فقط عن طريق السيطرة على إقتصاد الدول بحيث يسمح للدول العظمى فرض قراراتها على سياسات الدول الضعيفة. اليوم مثلا الحكومة اليونانية لا تستطيع أن تقوم بإصدار إي قرار من أجل شعبها ، وجميع القرارات تأتي من ألمانيا والدول العظمى اﻷخرى ، ومن يتابع التغيرات في قوانين دول أوربا الجنوبية سيرى أن العمال والفلاحين في هذه الدول قد خسروا أكثر من 50% من حقوقهم خلال بضع سنوات ، وكثير من المفكرين يؤمنون تماما بأن الوضع في تدهور مستمر وإذا لم يتم إيقافه فأن اﻷمور ستصل يوما ما إلى ما كانت عليه أوربا في القرون الوسطى حيث فئة قليلة جدا تملك كل شيء وفئة كبيرة جدا لا تملك أي شيء.
للأسف نظرية داروين والفكر الماركسي وكذلك إنحطاط الفن وبشكل عام المنهج العلمي الحديث جميع هذه اﻷشياء خلقت نوع من العمى الروحي في الإنسان المعاصر وجعلته لا يرى إلا قشور اﻷشياء لذلك وقع في خدعة كبيرة جدا جعلته لا يستطيع إدراك المعنى الحقيقي لهذا العصر الذي نعيشه اليوم ، فمن يبحث في المخطط اﻹلهي للتطور سيجد أن عصر النهضة كان يمهد للإنسانية الدخول في مرحلة ذات نوعية جديدة فجميع الحضارات التي مرت بها اﻹنسانية كانت تابعة لمرحلة واحدة والتي بدأت بعصر الأهرامات قبل خمسة آلاف عام. واليوم اﻹنسانية على أبواب المرحلة الجديدة حيث أهم صفات هذه المرحلة هو اﻹتحاد الروحي لجميع شعوب العالم ، ولكن للأسف بدلا من أي يحدث هذا اﻹتحاد حصل إتحاد مادي ، فبدلا من أن تذهب اﻷفكار المتنوعة من شعب إلى جميع الشعوب اﻷخرى نجد ذهاب ملايين الناس من مناطق مختلفة من العالم إلى الدول اﻷوربية تطالب باللجوء اﻹنساني ﻷن بلادها تعيش في حروب أهلية وحشية ، وهذه الهجرات خلقت نوع من الكراهية بين المواطنين اﻷصليين والنازحين ، فبدلا من أن يحدث تقارب بين الشعوب لتسود روح اﻷخوة والمحبة بينهم حدث العكس تماما ، وبدلا من أن يحدث تنوع في المعارف لتتحول إلى معارف شاملة حدث أيضا العكس تماما ، وتحولت المعارف إلى نوعية واحدة فقيرة روحيا ﻷن الشعوب الغربية أصبحت قدوة ثقافية تحتذي بها جميع شعوب العالم ، وكما سبق وذكرنا في المقالات الماضية ، الحضارات الغربية جميعها فقيرة روحيا ، ﻷن دورها الحقيقي هو تنمية العلوم المادية. وهكذا بدلا من تكوين إتحاد عالمي تحولت اﻷمور إلى عولمة هدفها طمس هويات الشعوب لتتحول إلى شعوب بدون أي هوية يعبر عنها، أو بمعنى آخر تحويل المجتمع اﻹنساني إلى مجتمع حيواني لا عقيدة له ولا تقاليد.
بينما العالمية هي اﻹتحاد الروحي للإنسانية حيث يحدث فيها إتصال روحي بين الشعوب عن طريق إحتكاك الثقافات بشكل يكمل بعضها البعض دون أن يحدث أي طمس لهوية كل شعوب. القرآن الكريم أشار إلى هذه المرحلة في سورة الحجرات ولكن بطريقة رمزية لذلك لم ينتبه إليها علماء الدين اﻹسلامي لذلك ظل تفسير هذه السورة بلا تجديد وبقي كما كان قبل ألف عام .
قبل سورة الحجرات تأتي سورة الفتح وقبل سورة الفتح تأتي سورة محمد ، فإذا ربطنا معاني عناوين هذه السور سيكون معنى سورة محمد هي فترة ظهور اﻹسلام ، وسورة الفتح هي فترة الفتوحات اﻹسلامية أما سورة الحجرات فستأخذ هنا معنى فترة عصر النهضة حيث ستظهر فكرة العالمية والتي رأيناها كتيارات فلسفية ( إنسانية Humanism ) و( الليبرلية ) التي وضعت اﻹنتماء اﻹنساني فوق جميع اﻹنتماءات اﻷخرى ، هذا التفسير لم يأتي بالصدفة ولكن إعتمادا على أرقام سورة الحجرات حيث الرقم 49 هو ترتيبها و الرقم 18 هو عدد آياتها ، فهذه اﻷرقام لم توضع صدفة ولكن وضعها الله لتشير إلى معنى السورة الذي ذكرناها ، ويمكن توضيح ذلك بهذه الطريقة : إذا ضربنا رقم الترتيب برقم عدد اﻵيات سنحصل على الرقم:
- يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة..... هنا يحذر الله تعالى من أولئك الذين يزرعون العداوة والبغضاء بين الديانات أو الشعوب.
- وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهم. .......فأصلحوا بينهما بالعدل وإقسطوا إن الله يحب المقسطين. ..وهنا لا يذكر كلمة ( مسلمين ) ولكن مؤمنين فليس كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن ،
- إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم
- لا يسخروا قوم من قوم. ...ولا نساء من نساء
- ولا تلمزوا أنفسكم
- ولا تنابزوا باﻷلقاب
- إجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم
- ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا
- إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
الحكمة اﻹلهية أعطت عدد آيات هذه السورة الرقم ثمانية عشر الذي له شكل الرمز اﻹلهي ( Λا ) الموجود في كف يد كل انسان مهما كانت ديانته أو قوميته ، لذلك الحكمة اﻹلهية تركز في هذه السورة على كلمة ( مؤمنين ) وليس (مسلمين ) لتعبر عن معنى العالمية الذي ذكرناه ( قالت اﻷعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اﻹيمان في قلوبكم. ... )
ما أود أن أقوله من ذكر تعاليم آيات سورة الحجرات هو أن الدين لله والكرة اﻷرضية للناس أجمعين لذلك قبل أن ننظر إلى عيوب ديانات الشعوب اﻷخرى ونسخر منها ، علينا أن ننظر إلى حسنات ديننا ونتقيد بها ونترك أمر الشعوب اﻷخرى لخالقها فهو أعلم بمن إتقى وبمن ضل عن سبيله ،فجميعنا أولاد آدم وحواء نملك جزء من روح الله في داخلنا وهذا الجزء يمكن له أن يوحدنا كأسرة واحدة ، ولكن للأسف المنهج الفكري للعصر الحديث جعل اﻹنسان لا يشعر بذلك الجزء من روح الله في داخله ليستطيع اﻹحساس بمشاعر اﻵخرين وأقصد باﻵخرين هنا بمعناها العام أي الشعوب واﻷمم اﻷخرى ، لذلك وصلت المجتمعات اﻹنسانية في معظم مناطق العالم إلى أسفل السافلين ، فكما يقول الكاتب والصحفي كريس هيدجيز " نحن نعيش في عالم حيث الطبيب يدمر الصحة ، والمحامي يدمر العدالة والجامعة تدمر المعرفة والحكومة تدمر الحرية والصحافة تدمر المعلومة ورجل الدين يدمر اﻷخلاق والبنوك تدمر اﻹقتصاد ، فطالما أن النظام بأكمله فاسد فبلا شك نحن فاسدون "
خلاصة الحديث مهما حاولت روح السوء العالمية عن طريق العولمة أن تعرقل المخطط اﻹلهي بهدف توجيه تطور اﻹنسان إلى الوراء ، فالله موجود وهو يمهل ولا يهمل ويوما ما - عساه قريبا جدا إن شاء الله - سيحدث التدخل اﻹلهي ليأخذ إتحاد الشعوب شكله اﻹيجابي ( العالمية ) وليس السلبي (العولمة) كما يحدث اﻵن.
وسوم: العدد 654