عناوين عارية..!
العنوان العاري "1"
أراني أبحث عن أنا، بين أنا المبعثر، الممزق، مترامي الأطراف، متساقط الأوراق، ولا سبيل إليّ إلا أنا الذي يشبهني إلا أنا..!
أتوه في نفسي، في دهاليزي، تضاريسي، ودياني وجبالي، السهول مني والقمم، ثم أجدني كخفاش يختبئ في عمق كهف عنوانه وتفاصيله الظلام..!
أنا الظلام، وأنا نور الله في الأرض، وأنا ما بينهما، أنا ذلك الطفل الصغير الذي يشاكس الحياة ويلاحق ظله الذي يطارده دون أي ملل، غير أني أفتقده في الليل، وأعود ككهل يبحث عنه حتى يعينني على فهم الحياة وتناقضاتها المتداخلة حدّ الأنا.
أنا سيّد نفسي، وأنا عبد نفسي، أنا خصمي، وأنا سندي، أنا الكافر، وأنا المؤمن، أنا رب أنا.
أنا قال لأنا... يا شيطاني، فرددت على أنا أي نعم يا ملاكي، ثم ولدت بتلك الصفات التي تحتويني كأعظم شيطان وأعظم ملاك وما بينهما أنا الانسان.
/
العنوان العاري "2"
وهذه الخطيئة نحبها، وتلك أيضاً.
نعلم جيداً أنها خطيئة، ونقرر مراراً اجتنابها؛ غير أننا نضعف أمام حلاوتها.
الخطيئة أجمل من أن توصف، وأحلى من الحلاوة ما لم تنتهي منها..!
الخطيئة حياة، والحياة موت.
حواء وآدم، أورثونا تلك الخطايا ولعلهم يحملون وزرنا، فمن أين لنا ولهما بصكوك غفران تنجينا بعد كل خطيئة مكررة..!
العنوان العاري "3"
ما زالت جدتي تجلس على نافذة غرفتها الواسعة _البناء العربي القديم_ ترتشف الجرعة تلو الجرعة من كوب "الجعدة" بينما تسرد علينا حكاية البطولات العربية والانتصارات العظيمة التي حققتها لا سيّما عام 1948 و1967 وما تلاها من انتصارات مشرّفة، والجميل أن جدتي كلما روت لنا تلك الحكايا، بكت فرحاً وابتهاجاً بحجم الكرامة التي حصدتها قواتنا الباسلة على مدار التاريخ...!!
جدتي لا تقول غير ما رأت، جدتي من هناك، من حيث لا نستطيع أن نصل ولا تستطيع...!!
وسوم: العدد 660