شرب الشاي عند أهلنا في دير الزور عشق لا ينتهي

قاسم ميثاق الحسين

الشاي مشروب رائع ولذيذ لايستغني عنه أهل ديرنا الحبيب فرج الله عنهم ولايحل محله في نفوسهم أي مشروب آخر وخاصة بعد تناول طعام دسم ثقيل وبالذات بعد ثريد البامية

اوأخواتها كثريد اللحم او(الروس ) ولايزال يرن في أذني صوت اعمامي بعد انتهائهم من أكل الثريد وهم  ينادون أهل البيت : شو صارعليكم وين الشاي ليش تأخر ؟ وكأن طقوس الثريد  لاتكتمل إلابشرب الشاي . وأي بيت نزلت به تجد الشاي حاضرا على رأس مايقدم للزائرين من الضيافة

-ومازال يعلق في ذاكرتي بيت من الشعر حفظته عن أستاذي العالم الفاضل قطب الدين الحامدي والذي يعبر أجمل تعبير عن مدى حب أهلنا للشاي يقول :

     نصاب الشاي تسع كل يوم                  ويوم العيد ليس له نصاب

وفي جلسة جميلة على غداء دسم اجتمع شاعران أحدهما يحب الشاي ويقيم حاليا في دولة قطر والآخر لايحبه ولاأعرف أين استقر به المقام اليوم . فقال محب الشاي بعد الغداء  : إذا لم يكن كأس من الشاي حاضرا                  فكل طعام تأكلون هباء وبعد هنيهة رد عليه من لايحب الشاي : أراك بحب الشاي جد متيم                     ولكن ماتهوى لدي هواء ولست بملاق فيه لذة شارب                  وماكل أذواق الرجال سواء فوجد من الحاضرين لوما شديدا لأنه أعرب بصراحة واضحة عن   كراهيته للشاي وكنت انا من المغرمين بشرب الشاي فقلت معقبا على ذلك : إذا ما شربت الشاي زادت مسرتي                  وزالت هموم جمة وعناء

و قد وجدت قصيدةرائعة للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي يمتدح فيها الشاي ويذكر فيها محاسنه وفوائده  كما يذكر فيها ذما للخمر والمسكرات ومضارها يقول فيها :

لئن كان غيري بالمدامة مولعاً         فقد ولعت نفسي بشاي معطرٍ إذا صب في كأس الزجاج حسبته.         مذاب عقيق صب في كأس جوهرِ به أحتسي شهداً مصفى وسكراً              وأنشق منه عبق مسك وعنبرِ

يغيب شعور المرء في كؤوس الطلا.     ويصحو بكأس الشاي عقل المفكر يُجدُّ سرور المرء من دون نشوة       فاحبب به من منعش غير مسكر خلا من صداع أو نزيف كأنه         سلافة أهل الخلد أو ماء كوثر

فمنه اصطباحي واغتباقي ولذتي                 ومنه شفائي من عناء مكدر كأني إذا ما أسفر الصبح ميتٌ        وإن أرتشف كأساً من الشاي احشر فلله أرض الصين إذ أنبتت لنا                       ألذ نبات بالمسرة مثمر