حديث مع العصافير عند الفجر

صليت الفجر .. أقعدني همّ الحياة على سجادتي ، وتطايرت أفكاري ، وأنا أستمع إلى  أصوات غريبة مزعجة ، همس فمي .. الفجر نبع الجمال ، والصواعق قبر الأحلام ، اعتقل الفجر عينيي ، ولصقهما بزجاج النافذة ، حتى أرى صنع الله في الكون ، تناوبت على أحاسيسي سهام الحياة ، وشعرت بآثارها   تضغط على رأسي ، وشدني الفجر وهو يمزق رداء الليل ، وشعرت بكلمات تحتضن أحاسيسي وأخدني الأمل إلى رياضه 

دع المقادير تجري في أعنتها                                  ولا تبيتنّ إلاّ خالي البال

مابين غمضة عين وانتباهتها                                  يغير الله من حال إلى حال

أنقذني من الغرق في بحر الحياة ،صوت العصافير ،أصواتها جذبتني إلى بساط السعادة والراحة،رؤيتها أفراس من الجمال ،فقلت :ياحزن خذ رملك وارحل ،ودعني أسبح الله مع أصوات العصافير،لا أدري أيهما ملأني حيوية وأملا"رؤية الفجر أم صوت العصافير ،أو كليهما معا"،جمدت عيناي على النافذة وهي تراقب العصافير في حركاتها ،طروبة تعطر الفضاء بأصواتها، موسيقى تنعش النفس وتأخذها إلى رياض الأحلام الهانئة ،موسيقى رائعة تصدر من حناجر ناحلة ومناقير ناعمة رقيقة ،يطرب منها كل أهل الأرض،تصدرها العصافير بلا ثمن،تغني بماتهوى،وترقص بماتشاء ،لا رقابة عليها من أهل الأرض ،صالات العزف ذاك الفضاء الرحب، السلم الموسيقي للعزف عرائش الحرية بين السماء والأرض ،العصافير تتحرك..تهز حبال الغسيل تتخذها أرجوحة لها،العصافير لاتمشي إنها تقفز،اختارت بنفسها طريقة تحركها،هناك مجموعة من العصافير استعلت على حاجز حديدي طوّق النافذة،تتسامر مع بعضها تتناوب على لحن أغنية تنبض بها شرايين الطبيعة ،بين الفينة والأخرى هناك سباق بحركات بهلوانية،لاشئ يقيدها بممتع الأرض ،تطير فوقها وترمق عباد الأرض بنظرات الكبرياء ،رضيت بعبودية الله،وقد كساها الله الريش الناعم، والمنظر الجميل ،وأطعمها من جوع وآمنها من خوف .

- ذاك العصفور يحرك رأسه يمنيا" ويسارا"كأنه عابد اننتهى من صلاته .

- لا أدري لماذا تدفق سؤال على مخيلتي.

- العصفور إذا كان مقصوص الجناحين،ويمشي ذليل الرأس، هل يحتفظ باسم طائر...أم يصبح له اسم آخر....؟

- امتلأت نفسي بهجة وسعادة،تركت العصافير يرعاها ربها،ودعوت الله الذي أقسم بالفجر. 

وسوم: العدد 666