يا من فضلوا علينا غيرنا في احتضان مونديال 2026 لا يحيق المكر السيء إلا بأهله
(( لا يحيق المكر السيء إلا بأهله )) آية كريمة تقتبس من كتاب الله عز وجل وهي تجري مجرى المثل ـ ولله المثل الأعلى ـ الذي يضرب للماكر الذي يمكر بغيره فيحيق به مكره ويعود عليه بالأسوأ . والسياق الكامل لهذه الآية الكريمة هو قول الله عز وجل : (( استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا )) ويقول المفسرون إن الاستكبار هو شدة التكبر، والسين والتاء فيه للمبالغة . والمكر هو إخفاء الأذى، وهو الغدر الذي يتنافى مع مكارم الأخلاق . و يحيق المكر السيء بصاحبه إذا أحاط به أسوأ إحاطة ، ونزل به من الأذى أكثر مما كان يريده لغيره . وهذه سنة الله عز وجل في كل مستكبر يمكر بغيره ، وهي سنة ماضية في الخلق لا تبديل ولا تحويل لها.
ولقد حاق اليوم مكر آل سعود بهم في مباراة افتتاح المونديال حيث تجرعوا مرارة هزيمة منكرة ، وجلس رأسهم إلى جانب الرئيس الروسي في المنصة الشرفية الذي ظل يشمت به شماتة ساخرة كلما ازداد ثقل الهزيمة المنكرة حتى أنه لم يستطع أن يطبق شفتيه على فيه من شدة ما بهت وخسىء .
لقد مكر آل سعود بالمغرب الذي طالما وصفوه بالبلد الشقيق مكرا سيئا لأنهم لم يكتفوا بالتصويت في قضية تنظيم كأس العالم سنة 2026 مع دول أمريكا الشمالية الثلاث بل أقاموا الموائد من أجل تأليب دول أخرى على المغرب كي لا تصوت لصالحه ، وبذلوا من أجل ذلك المال ، وساوموا به ذمم بعض دولا إمعة من أجل إرضاء الولايات المتحدة التي ابتزهم رئيسها جهارا نهارا ،وأخذ منهم مبالغا تفوق مجموع ما دفعه أهل الذمة للمسلمين عبر التاريخ على حد قول البعض .
وكان من المفروض في من يتولون شأن بيت الله الحرام وقبر رسوله عليه الصلاة والسلام أن يغضبوا لنقل الإدارة الأمريكية سفارتها إلى مدينة القدس ذات الأقداس المقدسة مع اعترافهم بأنها العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني السرطاني المحتل ، وأن يرفضوا استباحة هذه الإدارة المتجبرة أموالهم التي فيها أموال الحجيج المقدسة فضلا عن أموال ثروة البترول إلا أنهم رضوا بالدنية وانبطحوا وصاروا خدام هذه الإدارة التي تصرح علنا بمساندة الصهاينة ، وتمعن في إهانتهم . فبالأمس جلس ولي عهد آل سعود بجانب جبار الولايات المتحدة الذي حمل بيده جدول أموال يريد ابتزازها منه قهرا وهو يبتسم له ابتسامة الخنوع ، ولم يستطع ضم شفتيه من كثرة اتساع فيه لفرط ما لقيه من إذلال ، واليوم أعاد له الكرة جبار الروس ساخرا منه سخرية مرة .
هذا جزاء من مكروا المكر السيء بالأشقاء ، وتنكروا للأخوة في لعبة كرة القدم وهم أشد تنكرا لها في عظائم الأمور ، ذلك أن إعلام الكيان الصهيوني ذكر بأن نتنياهو صرح بقرب عقد ما يسمى بصفقة القرن المشئومة ، وما صرح بذلك إلا بعد موافقة آل سعود وآل نهيان الماكرين المكر السيء بالأمة العربية الإسلامية . وكما حاق المكر السيء بآل سعود في اللعب سيحيق بهم إن شاء الله في الجد وتلك سنة الله عز وجل في الماكرين التي لا تبديل ولا تحويل لها .
وفي الأخير نستثني شعب الجزيرة العربية وشعوب الخليج الشقيقة من هذه الشماتة التي نخص بها حكامهم الماكرين مكر السوء بنا ، فحاق بهم مكرهم. وعقبى لهزائم متتالية وعودة مبكرة من عرس المونديال .
وسوم: العدد 777