ما هي الإجراءات التي اتخذتها الدولة المغربية لصيانة كرامة المواطنات المغربيات

ما هي الإجراءات التي اتخذتها الدولة المغربية لصيانة كرامة المواطنات المغربيات الخادمات في دول الخليج والعاملات في حقول الفرولة بإسبانيا؟

بعد  تداول وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي  منذ مدة محنة المواطنات المغربيات اللواتي هاجرن إلى دول الخليج للعمل كخادمات في البيوت ، تتداول نفس الوسائل  حاليا محنة المواطنات المغربيات اللواتي هاجرن للعمل في  حقول الفرولة  بإسبانيا . ومما تداولته هذه الوسائل على نطاق واسع سابقا وحاليا  بعض الفيديوهات الصوتية والمصورة لشكاوى مواطنات مغربيات خادمات في دول الخليج  وعاملات في إسبانيا ، وهن يستنجدن وقد وقعن ضحايا وحوش بشرية خليجية وإسبانية استغلتهن جنسيا بعدما  طوحت بهن الحاجة والفاقة خارج الوطن لامتهان عمل شريف يضمن لهن  ولأسرهن في الوطن  لقمة عيش نظيفة، فإذا بهن يقعن ضحايا التحرش والاغتصاب وتمرغ كرامتهن وشرفهن في الوحل ، وتتحول لقمة عيشهن إلى لقمة ملطخة بالعار والشنار .

ولم نسمع  بتدخل الدولة المغربية لا بالنسبة للخادمات في الخليج  سابقا ولا بالنسبة للعاملات في إسبانيا  حاليا صيانة لكرامتهن الممتهنة . ولم يعرف الشارع المغربي وقفات احتجاجية أو تظاهرات على نطاق واسع دفاعا عنهن ، علما بأن بعض الوقفات والتظاهرات تكون أحيانا من أجل مطالب مناقضة لقيمنا الدينية والخلقية من قبيل المطالبة بحرية التصرف في الجسد والتي تعني تحديدا ممارسة الفاحشة التي صارت تنعت بالعلاقات الجنسية الرضائية والمثلية ، ومن قبيل المطالبة بالإفطار العلني بالأماكن العمومية في رمضان، ومن قبيل المطالبة بالردة وبتغييرالعقيدة ... إلى غير ذلك من المطالب الشاذة المنافية لتعاليم ديننا الحنيف. وكان الأولى والأجدر أن تسير المسيرات والتظاهرات وتحصل الوقفات من أجل مواطنات مغربيات مستضعفات هاجرن من أجل لقمة العيش فتحولت  لقمتهن إلى نقمة ، ذلك أن الخادمات منهن في بيوت دول الخليج تحولن إلى رقيق بعد تجريدهن من جوازات سفرهن، الشيء الذي يعتبر احتجازا قسريا ومصادرة للحرية . واللواتي حاولن منهن  الثورة على الاسترقاق يقبعن الآن في السجون بتهم ملفقة للتمويه على احتجازهن واستغلالهن أبشع استغلال سواء عن طريق الخدمة الشاقة المصحوبة بشتى أنواع الإهانات ، أو عن طريق استغلالهن جنسيا . ويتصرف الخليجيون مع تلك الضحايا  بهمجية ووحشية في غياب تدخل الدولة المغربية لحمايتهن والقيام بواجبها تجاههن كمواطنات تقع  مسؤولية حمايتهن عليها .

أما العاملات في حقول الفرولة بإسبانيا ،فقد صرن رقيقا أو جوار أيضا عند ملاّك الحقول والضيعات يتم استغلالهن جنسيا  تحت ضغط التهديد بالطرد من العمل ، ومن تثر منهن تلفق لها تهم بالإخلال بالواجب لتطرد أو بالسرقة ليزج بها في السجن، وتغرم بسبب ذلك . ويتصرف الإسبان مع تلك الضحايا  بوحشية وهمجية أيضا في غياب تدخل الدولة المغربية أيضا والتي تقع عليها مسؤولية رعاياها خارج الوطن والذي من أجلهم توجد السفارات والقنصليات يا حسرتاه .

ومن العار أن تتحرك جمعيات المجتمع المدني الإسباني لدعم  المغربيات العاملات في حقول الفرولة، ولا تحرك ساكنا  لا الدولة المغربية ولا جمعيات المجتمع المدني عندنا . فهل بلغ الأمر هذا الحد من ابتذال كرامة المغربيات خارج الوطن ؟

وفي الأخير لا يسعنا إلا التذكير بالمثل العربي الشهير " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها " والذي يجب أن ترفعه  الحرائر المغربيات شعارا لهن ويرضين بما قسم الله عز وجل لهن من رزق فوق أرض الوطن عوض التفكير في السفر خارجه ليقعن ضحايا وحوش بشرية همجية من بني يعرب في الخليج أومن الصليبيين في الدول الغربية .

ولا بد أن نشير أيضا إلى أن مقولة احترام حقوق الإنسان في بلاد الغرب التي يتشدق بها بعض المستلبين  قد سقطت في حقول الفرولة بإسبانيا .  

وسوم: العدد 780