مدينة الباب بلد الأحباب
يرغب بعض الأخوة
أن أحدثهم عن مدينة الباب
مسقط الرأس وأرض الذكريات
وقد حرمهم الظلم والطغيان رؤيتها .
إنها أرض الآباء والأجداد والشاعر يقول :
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلها وإن ضنّوا عليّ كرام
أجل والله أهلها كرام :
يعرفون حق الجار ويعرفون حق القرابة
جلهم ومنذ خمسين عاما لايصلي الصبح إلا في الجامع الكبير وراء الإمام الأزهري محمد البكور أبو الفتوح رحمه الله ولايخرجون من المسجد إلا بعد أداء ركعتي الضحى .
رحم الله أجدادنا كانوا يحرصون على الصلاة في الجامع لأنه عمري منسوب إلى سيدنا عمر رضي الله عنه .
ماذا أتحدث عن الباب ؟؟
عن آبارها وفي كل بيت بئر ماؤه بارد صيفا دافئ شتاء
اشهد وأنا جزء من الباب أنه لايوجد بلد في سوريا تطبق تعاليم سورة الماعون كما وجدته في بلدي .
كنت أقف في طابور الصباح واهتف مع رفاق الصبا موطني - وأنا على جزء من الوطن -
موطني الجلال والجمال والهناء
والرجاء في هواك ..
هل أراك .. هل أراك
قاهرا عداك
موطني سيقهر عداك من روس ومجوس وإن طال الزمن .
آه يامواسم الباب ..
موسم قطف الزيتون وموسم قطف الرمان وموسم العنب البلدي والقيسي رومي والشامي الأحمر والشامي الأبيض
ياحسرة على أيام كانت أرض طريق قباسين على يمينك شجر الزيتون وعلى يسارك شجر الكرم من عين حج أحمد مرورا بتل بطنان متابعا السير إلى قباسين لاتجد إلا ظلالا وماء نميرا
هل صحبت والدتك يوم الخميس
إلى الزورا : غابة شجر وماء ومرج
أينما يممت روض وغدير
وفراش متقن الوشي وثير
وبجانبه ظبي غرير
يأخذ اللهو به عن كثب
غفلت عنه عيون النوب
هل سبحت في المخاضة ؟؟
هل زرت الخرزات ؟؟
من لا يعرف المحاضة: المسبح البلدي للشباب ، من لم يعرف الزورة: متنزه النساء فلا ترى الا ماء وظلالا
هل سمعت بالموشحات الأندلسية فها هو الشاعر يعدها لك طازجة طرية
حين يقول :
يارعاه الله من واد سقيم
رق فيه الماء واعتل النسيم
أرض يرويها بالذهب ماء نهر الذهب
وكان اسمها السقي
لم سميت الخرزات ؟؟ إسأل والدك .
هل أحدثك عن أرض يزرع فيها الرمان أو الزيتون
هل أحدثك عن أيام الحور ؟؟
عن موسم دبس البندورة
إذا دخلت بيت المونة في بيت جدك تجد
عشر جرار هذه للمخلل وهذه للسمن العربي وهذه لزيت الزيتون وهذه لدبس البندورة تسيل اللعاب .
في كل بيت تذبح غنمة وتقلى ثم تجعل كرات ويسمى هميس وتوضع في أبرد غرفة ..
كل أسبوع كبتولة أي كبة ، تغافل أمك وتأخذ كبة تضعها في جيب الثوب ولم يكن البنطلون قد غزانا
سنبدأ بموسم الرمان
والباب مقسمة أرض التبن أرض الرمان كروم العنب أرض الزيتون أرض الفستق الحلبي. .
ابدأ بالقصة من أولها
كل دار فيها بئر ماء وإذا قلّت الدار من الأهل كانت هوايتي النزول للبئر وهناك حفر صغيرة في الجدار للنزول والصعود
الماء في البئر لفوق السرة .
يُخرج الماء بالحبل والقادوس وإذا اختل عمل البكرة سقطت هي والحبل في الماء
ومن يصلح الأمر ؟
مختص اسمه أبو حمرة لاحمرار دائم في خده ..
يأتي وبعد دلال مع أن أجرته المرتفعة يخلع ملابسه كلها ويصبح بالزلط
له است كفردة الطاحون التي تجرش عليها البرغل يدويا .
والله سبحانه يقول ( يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ) 26 الأعراف
يخرج أبو حمرة وقد علق الحبل على عنقه والقادوس خلف ظهره فإذا وصل الخرزة وبان رأسه صفق غلمان الحي وخرج من البئر كما خرج من بطن أمه يقول للأطفال غمضوا عيونكم .
هاهو الآن كالقائد المنتصر لقد عاد الحبل يعمل ونزل القادوس إلى الماء فأخرج الماء ويهجم العطشى على الماء البارد
عاش أبو حمرة عاش .
ونستدل الستار ستار الذكريات
لنعود مع قطاف الرمان ويومه المجيد
وسبحان من خلق ورزق
سبحانه لانحصي ثناء عليه
أيام قطف الرمان بأنواعه الحلو وناب الجمل والمشقق
وإلى لقاء أيها الاحباب
وسلام الله عليكم وسترون ماذكرت بأعينكم إن شاء الله .
قولوا آمين .
ولاتنسوا الدعاء لإخواننا المرابطين
فسلاح الدعاء أقوى من صواريخ الروس والمجوس .
وقديما كان خالد رضي الله عنه في اليرموك يفتش عن فلان
قالوا له هناك على التلة رافعا يديه إلى السماء .
قال خالد سيف الله رضي الله عنه
إن هاتين اليدين أغلى عندي من ألف سيف .
إنه يؤمن رضي الله عنه أن النصر
من عند الله .. ينصر من يشاء
الذين يؤمنون بقوله تعالى:
( إن تنصروا الله ينصركم )
والله أكبر والعزة لله .
وسوم: العدد 801