ارتزاق العلمانيين بأفعال مشينة ترتكب باسم الإسلام لتحقيق مكاسب
يتناوب بعض العلمانيين على نشر مقالات ضمن عمود من أعمدة موقع إلكتروني يعتبره أصحابه رائد المواقع الاعلامية في بلادنا ، وتنشر بعض مقالات هؤلاء على صفحة الرئيسية بين الحين والأخر ، الشيء الذي يعني أن تسويق الفكر العلماني في مجتمع يدين بدين الإسلام هو من أهداف واهتمامات أصحاب هذا الموقع .
ولا يمر يوم دون أن ينشر هذا الموقع مقالا فيه نقد وإساءة لدين الأمة ،ويكون مذيلا بعشرات التعليقات التي تدعمه وأغلب الظن أنها مفبركة ، ومن صنع أصحابه ، وذلك من أجل التمويه على انحيازه لما يسمى بمشروع علمنة وتمدين المجتمع المغربي، وهو تمدين يقصد به تهميش الإسلام، وقد تنشر بعض التعليقات المضادة ليقال إن الموقع ينشر الرأي والرأي المخالف أو الرأي النقيض ، وأنه يلتزم الموضوعية والحياد ويحترم حرية التعبير .
والحقيقة التي يريد هذا الموقع التمويه عليها هو أن التيار العلماني في بلادنا لا يعدو أن يكون فقاعة إعلامية من صنعه ليس غير ، ووراءها مجموعة تعد على رؤوس الأصابع تكرر مقولات متهافتة إلى درجة الابتذال . ولو عدنا إلى أرشيف هذا الموقع لوجدنا نفس المقالات تتكرر بنفس الأسلوب، الشيء الذي يدل على ضيق آفاق أصحابها ، ودورانهم دوران الدواب حول الأرحاء .
ويمكن اختزال مواضيع مقالات أولئك العلمانيين المنشورة على ذلك الموقع فيما يلي :
ـ استهداف الإسلام من خلال النيل من أهله ، ذلك أنه لا يصدر عن مسلم صحيح الإسلام أو حتى عن محسوب على المسلمين قد يخامر الشك في انتمائه إليهم حقيقة موقف من المواقف إلا واستبيحت حرمة الإسلام، وقالوا فيه أكثر مما قاله فيه كفار ومشركو قريش، ومنافقو ويهود يثرب ، وصليبيو ومستشرقو وملحدو وعلمانيو أوروبا .
ـ التشكيك في فهم المسلمين عبر العصور للإسلام ، وإدعاء العلمانيين فهمه على الوجه الصحيح ، وكل التراث الإسلامي بالنسبة إليهم يجب إعادة فهمه وفق منظورهم العلماني الذي يعتبر العلمانية غاية ونهاية ما ينبغي أن تبلغه البشرية ، وما سواها باطل .
ـ التشكيك في القيمة العلمية لأئمة المسلمين وعلمائهم ومؤلفاتهم خصوصا تلك التي ترتبط بفهم كتاب الله عز وجل أو ترتبط بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وذلك في محاولة يائسة منهم لعزل الكتاب والسنة عن تلك المؤلفات لتحل محلها مؤلفات علمانية تنفرد بهما ، والتي يسحب أصحابها فهمم العلماني عليهما . ومن طرق هذا التشكيك تقديم العلمانيين بعض مؤلفات مفكرين قدماء خصوصا الفلاسفة منهم الذين خلطوا في فلسفتهم بين الفكر اليوناني الوثني والفكر الإسلامي على مؤلفات غيرهم ممن تنكبوا ذلك الخلط .وعلى هذا الأساس يرفع العلمانيون من شأن بعض المفكرين الذين يجدون في فكرهم ضالتهم العلمانية ، ويحطون من شأن آخرين تنقض أفكارهم وتسفهها ، بل يجرمونهم .
ـ التظاهر بالإلمام الواسع بالفكر الإسلامي واستيعابه فهما وتدبرا، علما بأن مواضيع مقالاتهم تكشف بشكل واضح عن جهلهم الفظيع بهذا الفكر وبأسباب ووسائل بلوغ فهمه على الوجه الصحيح ، ومشكلتهم أنهم تعمدوا إلغاء تلك الأسباب والوسائل من خلال إدانة جل التراث الفكري الإسلامي ، وتنكروا له تنكر الجهال لما لا علم لهم به .
ـ الانتصار والدعاية لكل أشكال السلوكات المناقضة لقيم الإسلام وأخلاقه تحت شعارات الحرية والانفتاح ، والتعايش مع الغير ، ومسايرة الركب الحضاري ...وهلم جرا ، وهم في الحقيقة إنما يسوقون القيم العلمانية الغربية ، فلا يظهر سلوك في الغرب إلا وطالبوا بشرعنته في مجتمعنا المسلم إلى درجة التطبيع مع الرذائل والفواحش والمنكرات على اختلاف أنواعها من مثلية، ورضائية ، وإجهاض حمل ناتج عن سفاح ، وإفطار علني في شهر الصيام ...وهلم جرا .
ـ إدانة كل من يستنكر تلك الفواحش ، وتصنيفه ضمن لائحة المشتغلين بالتحريض والتشجيع على الإرهاب وعلى الكراهية وعدم التسامح ، ووصفه بالانغلاق، والتشدد ، والظلامية ... إلى غير ذلك من الأوصاف التي يتفننون فيها تفننا ، واعتباره منبعا يجب تجفيفه .
ـ التعاطف مع المجاهرين بتلك الفواحش والدفاع عنهم باستماتة عندما تدوي فضائحهم ، وتزكم روائحها الأنوف ، وفي المقابل يقيمون الدنيا ولا يقعدونها حين يتورط محسوب على الإسلام في مثل تلك الفواحش سواء صح تورطه أم لم يصح . والتورط في تلك الفواحش عند هم يباح لمن لا صلة تربطهم بالإسلام ، ويعتبر حقا من حقوقهم ، بينما يدان أشد الإدانة حين ينسب لمن يحسب على الإسلام وإن كان غير ذلك في حقيقة أمره، كما هو الشأن بالنسبة لموضوع الراقي الذي هو في الحقيقة مصور أفلام الخلاعة ومنتجها ومروجها ومكتسب بها ، ومع ذلك حسب على الإسلام عندهم .
ـ تعمد إغفال عوامل التدين المغشوش لدى بعض المحسوبين على الإسلام من جهل، وأمية، وفقر ، وظلم ، وتهميش ...والذين يصدرون في تصرفاتهم الطائشة عن مسار الإسلام عن هذه العوامل التي لا يدعو العلمانيون إلى تجفيف منابعها كما يطالبون بتجفيف منابع ينسبونها إلى الإسلام .
ـ اعتماد أساليب الاستخفاف ، والتهكم والسخرية والاستهزاء بمن يخالفهم في توجههم العلماني ، وأكثر من يتعرض لذلك الذين لهم صلة بالدين علماء، ومشايخ، ودعاة ، وخطباء ، وأئمة ، ومحجبات ، وعموم المتدينين.
ـ الإشادة بالمجتمعات العلمانية الغربية إلى حد الهوس ، وإجراء المقارنات بينها وبين مجتمعنا تعظيما لشأن تلك المجتمعات ، وحطا من شأن مجتمعنا لكونه يدين بدين الإسلام ، وربط التقدم بالتوجه العلماني ، والتخلف بالتوجه الإسلامي .
ـ الدفاع عن الدعوات المتطرفة والشاذة سواء تعلق الأمر بدعوات طائفية وعرقية أو تعلق الأمر بدعوات عقدية ، والمطالبة بحقها في الوجود وبتوفير الحماية لها تحت شعار الدفاع عن الحريات ، وفي المقابل المطالبة بتضييق الخناق على المساجد ودور القرآن ، ومعاهد تدريس العلوم الإسلامية .
ـ الدفاع عن المهرجانات والحفلات الراقصة والصاخبة والمختلطة والماجنة مقابل انتقاد الحفلات الدينية ، واعتبارها من مظاهر التخلف ، مع استثناء تلك المتعلقة بالشعوذة واعتبارها رصيدا وموروثا ثقافيا يجب صيانته .
ـ الرهان على الضجة الإعلامية التي توفرها لهم منابر إعلامية داعمة لهم والإشادة بدورها في تسويق توجههم العلماني ، مقابل الطعن في غيرها ممن ينتقدهم ، ويسفه مقولاتهم المتهافتة .
ـ المطالبة بفرض حصار ووصاية ومراقبة وتضييق على منابر الجمع ، واتهامها بترويج الفكر الظلامي المعادي لتوجههم العلماني .
هذا بعض ما يسوقه التوجه العلماني عندنا ، وفيه ما فيه من إساءة صارخة لأهم ثابت من ثوابت الأمة ، وهو دين الإسلام في البلد الوحيد الذي وجدت فيه إمارة المؤمنين لقرون ، ولا زالت ، وستظل كذلك لأنها إرادة الله عز وجل ، وإرادة شعب مسلم ، وهي ثابت مرتبط بثابت الإسلام لا ينفصل ولا ينفك عنه ، وهي ضامن استقرار ووحدة البلاد ، وهي صمام أمان يصون الهوية الإسلامية لهذا الشعب من كل فكر أو توجه دخيل يستهدفها سواء كان الاستهداف تصريحا أم تلميحا على طريقة النفاق والخداع .
وسوم: العدد 806