من مسؤوليات الوزارة الوصية على الشأن الديني الرد على كل أشكال الإساءة إلى مشاعر المغاربة الدينية مما تنشره بعض المواقع الرقمية
من المعلوم أنه كلما ذكرت إمارة المؤمنين عندنا ،وصفت بأنها حامية حمى الملة والدين ، والوزارة الوصية على الشأن الديني ، وهي وزارة سيادة هي الجهة المعنية بتفعيل هذه الحماية كلما دعا الأمر إلى ذلك .
والملاحظ أن بعض المواقع المحسوبة على الحقل الإعلام تنشر مواد إعلامية تسيء إلى الدين الإسلامي وإلى مشاعر الأمة المغربية المسلمة جهارا ، ذلك أن بعض المحسوبين على التيار العلماني لا يدخرون جهدا في النيل من هذه المشاعر من خلال ما تتناوله أقلامهم انتصارا لتوجههم على حساب توجه الأمة الديني ،علما بأن المغاربة جميعا ملزمون باحترام الدستور الذي صوتوا عليه ، والذي ينص على أن الأسلام هو دين الدولة المغربية الرسمي ، كما ينص على وجوب احترامه .
ولا يحق لأحد أن ينال من دين الدولة أومن مشاعر الأمة الدينية بشكل أو بآخر مستغلا حرية الرأي والتعبير . والملاحظ أن الوزارة الوصية على الشأن الديني شبه غائبة حين يتعلق الأمر بالذين يتطاولون ويتجاسرون على الدين من العلمانيين ، ولا تكلف نفسها الرد عليهم من خلال بلاغات كما تفعل باقي الوزارات حين تمس جهة من الجهات بسمعتها . ومعلوم أن سمعة الوزارة الوصية على الدين رهينة بسمعة الدين .
ومن المفروض أن تكون المشاعر الدينية للأمة خطا أحمر لا يجوز لأحد أن يتخطاه تحت أية ذريعة مهما كانت . ومشاعر الأمة يتم النيل منها حينما تنشر مواد إعلامية تتناقض مضامينها مع الدين ، فالدفاع عما يسمى حرية الجسد أو حرية الجنس من مثلية ورضائية ، و هو ما يعتبر من الفواحش المحرمة في دين الإسلام ،يعتبر مساسا بمشاعر الأمة الدينية ، ولا يمكن القبول بها بذريعة الدفاع عن الحريات . فإذا كان ما يسمى بحرية الجسد أو حرية الجنس مما تقره عقائد وثقافات أمم أخرى ، فإن ذلك لا يلزم الأمة المغربية المسلمة لأنه لا يناسب عقيدتها . وإذا كانت الأمة المغربية لا تلزم من يحل عليها ضيفا أو سائحا بما تعتقده ، فإنه لا يحق لدول هؤلاء الضيوف والسياح أن تحاول فرض ما تعتقده علينا ، وتختلق مما تعتقده قضايا ومطالب تطالبنا بها لفائدة بعض أبنائنا ممن تنكروا لهويتهم الإسلامية ، واختاروا هويات غيرها ،و تحاول فرض ذلك علينا تحت مسميات احترام الحريات، وحقوق الإنسان ،والديمقراطية ، واعتبار ذلك مظالم يجب الانتصار لأصحابها . وعلى غرار قضية حرية الجسد أو حرية الجنس تثار قضايا أخرى باسم حرية الاعتقاد أو التدين ، ويقصد بها المجاهرة بالإفطار العلني والجماعي في رمضان دون عذر شرعي ، والمجاهرة بالردة ويقصد به الإلحاد أوتغيير الانتماء الديني ويقصد به التنصر أو تغيير الانتماء العقدي ويقصد به التشيع وغيره . وهناك أمور أخرى مناقضة لتعاليم الإسلام مثل المطالبة بحرية إجهاض الحمل الناتج عن السفاح ، وتسمية ذوات الأحمال الناتجة عنه أمهات عازبات تشجيعا على انتشار ظاهرة حمل السفاح وظاهرة إجهاضه .
هذه الأمور وغيرها تتناولها المواد الإعلامية المنشورة على بعض المواقع الرقمية ، كما تتناولها بعض الصحف الورقية أيضا ، وهي واضحة المساس بمشاعر الأمة الدينية دون أن تتولى الوزارة الوصية على الشأن الديني مواجهتها بما يفرضه عليها واجبها من حماية لهذه المشاعر .
ومقابل غض الطرف الذي تنهجه هذه الوزارة مع هذا المساس بمشاعر الأمة ، يلاحظ تصرفها بكل صرامة وحزم مع خطباء الجمعة في حال تناولهم في خطبهم الرد على بعض ما يمس بتلك المشاعر، الشيء الذي يعتبر ازدواجية في المكيال ذلك أنه كما يعفى الخطيب من مهمة الخطابة حين يخالف تعليماتها ، يجب أن تتولى هي الاتصال بالجهات المعنية لمنع من يتعمد الإساءة إلى الملة والدين وإلى مشاعر الأمة الدينية ، أو تتولى هي الرد على الذين يتعمدون تلك الإساءة أو توكل ذلك إلى الخطباء عن طريق استصدار مذكرات تنص على الرد عليهم وفق النصوص الشرعية ،لأن الأمة تترقب في الجمع مواقف منابر الجمعة من الإساءة إلى مشاعرها الدينية مما يثار على المواقع الإعلامية الرقمية .
ونأمل أن تسجل الوزارة الوصية على الشأن الديني مستقبلا حضورها الفعلي والملموس ، وذلك بالرد على كل الإساءات الصادرة عن المحسوبين على التيار العلماني أوغيرهم ممن لا شغل لهم سوى النيل من الإسلام ، ومن أهله لتحقيق وجودهم ، و مشروعهم العلماني بأهدافهم التي باتت مكشوفة ، علما بأن بعض المواقع الرقمية تفسح لهم المجال واسعا ، وفي المقابل تمنع الرد عليهم مع أنها تدعي الموضوعية والحياد لذر الرماد في العيون ، وصرفها عن الانتباه إلى المشروع العلماني الذي يراد تثبيته في مجتمعنا المسلم تحت شعارات كالديمقراطية ،واحترام حقوق الإنسان، واحترام حرية الرأي والتعبير.
وعلى علماء الأمة وعلى رأسهم الذين ينتمون إلى مجالس الوزارة الوصية على الشأن الديني أن يضطلعوا بواجبهم الديني في حماية الملة والدين ، ومشاعر الأمة الدينية التي باتت هدفا سهلا لكل من هب ودب ممن يستهدفونها عمدا وعن سبق إصرار في كل ما يكتبون وما ينشرون . وعلى هؤلاء العلماء أن يعلموا أن سكوتهم يترتب عنه فراغ يستغله المستهدفون للدين ، وأن مسؤولية تضليل هؤلاء للشباب تقع عليهم ، ومعلوم أنه في ضياع الشباب بالتضليل ضياع لهويتهم الإسلامية .
وسوم: العدد 808