مطلوبون للعدالة (مجرم الحرب علي مملوك)
الحلقة السابعة
الرجل الغامض مجرم الحرب علي مملوك الذراع اليمنى للنظام السادي في دمشق
مجرم الحرب علي مملوك هو كغيره من رجال أجهزة المخابرات حول العالم، يكون الغموض جزءًا من شخصيته، وما يبدو عنه أقل كثيرًا مما يخفى، تلاحقه الكثير من علامات الاستفهام ومواطن الجدل، معلومات كثيرة متداولة بعضها يأتي في سياق الاجتهادات غير الموثقة، والبعض الأخر يستند إلى وقائع حقيقية، لكن لا خلاف على كونه أحد أبرز الشخصيات البارزة في نظام مجرم الحرب بشار الأسد، وذراعه اليمنى، إنه مجرم الحرب علي مملوك (مدير مكتب الأمن القومي السوري) والذي يشرف على الأجهزة الأمنية كافة في سورية ويتبع مباشرة مجرم الحرب بشار الأسد.
مجرم الحرب مملوك الذي تورط في الكثير من القضايا المثيرة للجدل، والذي فرضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في نيسان 2011 عقوبات بتهمة ضلوعه في جرائم وانتهاكات بسورية، وكذا عقوبات فرضت عليه من قبل الاتحاد الأوربي لدوره الأكبر في قمع المعارضة والمناهضين لنظام مجرم الحرب بشار الأسد، واستخدام العنف ضدهم.
مجرم الحرب علي مملوك يبعد الجميع ويمسك بكل الأوراق
تمكن اللواء علي مملوك أخيراً من التفرّد في الساحة الأمنية السورية، والإطاحة بكل منافسيه ومصارعيه، وأبرزهم مدير إدارة المخابرات الجوية، اللواء جميل حسن، وإحالة منصبه لمعاونه اللواء غسان اسماعيل، والذي يعد «جندياً من جنود مملوك» وذلك بإيعاز وإشراف روسي. يحضرُ اسمه وتغيبُ صورته عن وسائل الإعلام وحديث السياسة في سورية، لكنه شكل طيلة أعوام علامة فارقة في «القرارات المصيرية»، ومستشاراً أولاً لرأس النظام في سورية، وشعرة «معاوية» التي بقيت متصلة مع كثير من الخطوط الأمنية العربية والأجنبية، والعميل السري الذي يخشى أبناء سورية لفظ اسمه، ويكتفون بالإشارة إليه بأصابعهم، أو بأحسن الأحوال يقولون عنه «المعلّم أبو أيهم»، ولشدّة دهائه وحنكته السياسية، عُرف في الأوساط الأمنية باسم «معاوية دمشق»، فمن هو هذا الرجل الغامض؟ كيف صار رقماً صعباً؟
أصول علي مملوك ونشأته وتدرجه في الرتب العسكرية والمهام الصعبة التي عمل بها
ينحدرُ مجرم الحرب اللواء علي مملوك من عائلة دمشقية، وهو من مواليد ساروجة 1946، إذ تعود جذور عائلته إلى «أحمد باشا المملوك قبل مئة عام، والمدفون في مقابر عائلة المملوك بمنطقة الدحداح بدمشق. في حين يقول البعض أنه "علوي وليس كما يدعي النظام أنه سني من دمشق من حي العمارة وينحدر أصله من لواء اسكندرون".
كان مجرم الحرب علي مملوك ضابطاً رفيعاً في عهد الأسد الأب، وهو ابن "المخابرات الجوية المُدلل، قبل أن يستلم أمن الدولة في مطلع عهد الأسد الابن بين العام 2005 وحتى العام 2012، وبدأ يلمع نجمه في تلك الفترة، إلى أن عيّن في أبرز وأكثر مناصب الدولة حساسية، وصار رئيساً لمكتب «الأمن الوطني»، خلفاً لـ هشام بختيار، الذي قتل في تفجير «خلية الأزمة» في العام 2012 بدمشق. استغلّ النظام الحاكم في سورية خلفية مملوك الدمشقية ليعتمد عليه أيضاً في المفاوضات والاتصالات مع مشايخ دمشق وكبار عوائلها، ونجح في الوصول إلى رجال الأعمال الدمشقيين، وإقناعهم بالتعاون مع الدولة مقابل حفظ مصالحهم، واستجرّ أخيراً رجل الأعمال المثير للجدل، سامر فوز، و«أنقذه» من جرم القتل المُدان به في تركيا، وأوصله إلى «برّ الأمان» في دمشق.
مجرم الحرب علي مملوك صاحب خطة تسليح الثورة وعراب التواصل مع الأكراد
تنسب خطة «تسليح الثورة» إلى مملوك، ونال سمعة طيبة إثر نجاح عدة «أفكار اقترحها» نهاية العام 2011، منها «قتل الثورة في حمص» من خلال نشر مئات قطع السلاح بين الموالين والمعارضين، وهو عرّاب التواصل مع الأكراد شمال شرق سورية، ومع مصر وتركيا والسعودية وقطر، إذ بقي خطه متّصلاً مع كل الأطراف طيلة سنوات الحرب، رغم كل العقوبات الاقتصادية والأمنية المفروضة عليه، وحظر السفر إلى الدول الأوروبية. «مرسال المراسيل» لا أحد يعلم أين علي مملوك في هذه اللحظة، هل هو في مكتبه بمنطقة المزة فيلات غربية، أو في منزله الأول في قرى الأسد، أو منزله الثاني في كفرسوسة، أو ربما في منزل ثالث. وقد لا يكون مملوك في سوريا أصلاً، فقد عُرف بـ «نشاطه» وكثرة حركته، إذ أرسل عدة مرات إلى القامشلي من أجل التفاوض مع الأكراد في عدة أمور، كان آخرها رحلته إلى هناك قبل شهرين، إذ تؤكد مصادر موقع الحل أن اجتماعاً استمرّ طيلة ست ساعات، جرى في حرم مطار القامشلي، وحضره مسؤولون سوريون على رأسهم علي مملوك، وعدد من الشخصيات الكردية، وجرت مفاوضات تتعلق بقطاع الطاقة، وإمكانية توريد مشتقات نفطية إلى دمشق، مقابل تجديد جوازات سفر لعدد من المطلوبين الأكراد، وإعطاء تأجيل قدره 6 أشهر لقائمة مؤلفة من 300 اسم كردي، وتسهيل إجراءات إدارية في دمشق، بالإضافة إلى ضمانات سورية بعدم هجوم الأتراك على مناطق كردية جديدة، ووعود مستقبلية بصلاحيات سياسية كردية أوسع. وحمل حينها مملوك كل الطلبات الكردية للدراسة في دمشق، ولم يُعلم إذا ما تمت الموافقة على المطالب التي وصفت دمشق بعضها بأن «واشنطن من وضع هذه الشروط».
نشاط مجرم الحرب علي مملوك خارج سورية
لقد كانت طائرة مجرم الحرب علي مملوك الخاصة متميزة برحلاتها إلى القاهرة، ولقائه هناك عدداً من رؤساء الاستخبارات المصرية، الأمر الذي سرّبته بعض الصحف اللبنانية، ولم تنفه السلطات السورية، إذ التقى مملوك رئيسَ جهاز المخابرات العامة المصري، اللواء عباس كامل، في مقر الجهاز بمنطقة كوبري القبة في القاهرة. وأعلن الجهاز لاحقاً، في بيان مقتضب، عن اللقاء، قائلا إنهما «بحثا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب». ولا أحد يعلم ما إذا بات علي مملوك لعدة أيام في قطر، ثم السعودية، قبل حوالي ستة أشهر. إذ علم موقع الحل من مصادره في دمشق أن «مملوك حينها كان يفاوض ويحاول معرفة أفضل شروط التفاوض، واستقرّ الأمر على الاتكاء على الجناح السعودي»، ونجحت المفاوضات في فتح أبواب السفارة الإماراتية في دمشق، قبل أن تعود لتتعثر وتعود إلى المربع الأول. وكانت المفاوضات حينها تشمل أن يختار النظام السوري بين أحد محورين، إما السعودية ويشمل حينها مصر والإمارات والبحرين، أو قطر ويشمل حينها إيران وتركيا.
علاقات مجرم الحرب علي مملوك بمعممي قم
يعد مجرم الحرب علي مملوك مرسال دمشق الأول إلى طهران، إذ يكون سباقاً قبل أي زيارة للأسد أو مسؤوليه إلى هناك، كما يعتبرُه البعض «عميلاً مزدوجاً» بين دمشق وطهران، إذ لا تزال التهم تحوم حول «تسهيل المصالح الإيرانية» في سورية. وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر موقع الحل أن مجرم الحرب علي مملوك يحمل جواز سفر دبلوماسي مزوّر باسم آخر، جرى وسافر فيه عدة مرات إلى دول أوروبية بينها إيطاليا. «الزيارة المعجزة» كشفت صحيفة الحياة المقرّبة من الرياض في العام 2015 عن الزيارة التي قام بها مجرم الحرب علي مملوك إلى السعودية، حيث حطّت طائرته الخاصة في مدينة جدّة، والتقى مع وزير الدفاع السعودي حينها، الأمير محمد بن سلمان، ووصفت الزيارة بـ «المعجزة». وجرى اللقاء بحسب الصحيفة بعد ثلاثة أسابيع من لقاء الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، مع وزير الدفاع السعودي ذاته، وبدا اللقاء السوري السعودي، نتاجاً للقاء موسكو الرياض، واتفاقهما حول الملف السوري.
السعودية تقدم مبادرة حول مصير مجرم الحرب بشار الأسد
قدمت السعودية مبادرة ربطت فيها مصير الأسد بعملية سياسية شاملة في سورية، مقابل إيقاف دعم المعارضة المسلحة، شرط إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، وبإشراف الأمم المتحدة. وقدمت السعودية عرضاً آخر مرتبطاً بعلاقة الأسد مع طهران، ووعدت حينها بإعادة إعمار سوريا و«إغداقها بالأموال» شرط التخلي عن إيران بشكل كامل، وجوبه العرضان السعوديان برفض من نظام الأسد. وبرزت قوة مملوك أكثر فأكثر، بعد لقاءات عدة أجراها مع مسؤولين أمنيين في الأردن في العام ذاته 2015، كما زار عواصم عربية أخرى، مثل العاصمة العمانية مسقط، والتقى هناك عدداً من المسؤولين الخليجيين البحرينيين والإماراتيين.
حياة مجرم الحرب علي مملوك وتنقلاته السرية
تنقلُ الدائرة المقرّبة من مملوك أن موكبه غير الرسمي مؤلف من سيارتين فقط، ويسلك كلّ مرة طريقاً مغايراً عن الطريق الذي سلكه في المرة السابقة، ويحاول ألا يلفت الأنظار إلى سياراته ومرافقته. كما يحرص مجرم الحرب علي مملوك على سلامته الشخصية من خلال تخصيص طباخ خاص له، ويُرسل مرافقه الخاص لشراء حاجيات المنزل. ويبات اللواء مملوك في مكتبه بالمزة فيلات لأيام متتالية، وقد تصل إلى شهر كامل، لينزل من مناوباته المتواصلة إلى منزله مدة لا تزيد عن 48 ساعة، وينقل أحد الجنود الذي كان يخدم ضمن مكان مكتب مملوك أن لمقر إقامته مدخلان اثنان، ولمقر عمله أربعة أبواب، ولا أحد يعرف من أي باب سيدخل أو يخرج. ووضع مملوك حواجز اسمنتية في محيط مكتبه وأسلاك شائكة مزوّدة بالتيار الكهربائي، كما تمنع الحواجز الموجودة هناك أي شخص من التوقف ولو لثوان، سواء كان ماشياً أو راكباً بسيارته.
علاقات مجرم الحرب علي مملوك مع المقربين من القصر الجمهوري
أما عن علاقاته الداخلية، رغم قربه شخصياً من الأسد، إلا أنه ليس قريباً من دائرته المقربة، فقد شاعت خلافاته الدائمة مع رئيسة المكتب الصحفي في رئاسة الجمهورية، لونا الشبل، إذ يشتكي مملوك تدخل الشبل في كثير من شؤون ومفاصل الدولة، لا سيما تلك الأمنية. كما يُعرف مملوك بـ «عشقه للنساء»، وعلاقاته الغرامية المتعددة، والتي تأخذ وقتاً منه على حساب عمله وعائلته، وتبدو عمليات التجميل واضحة في وجه وجبين مملوك، إذ غابت التجاعيد من فوق حاجبيه، ويُلحظ شدّ وجهه، ويقال إنه "يحاول الحفاظ على شبابه ويعتني بصحته بشكل جيد".
لقد ذُكر اسم مجرم الحرب مملوك في ملف اتهام الوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة بنقل متفجرات إلى لبنان، حيث اعترف سماحة بنقله متفجرات بسيارته لتنفيذ اغتيالات لقائمة من الأشخاص بالاتفاق مع علي مملوك.
علاقة مجرم الحرب علي مملوك بسيده مجرم الحرب بشار الأسد
يحظى مجرم الحرب علي مملوك بثقة منقطعة النظير من قبل سيده مجرم الحرب بشار الأسد، وفيما أثيرت أنباءً عديدة في فترات مختلفة عن اتجاه لدى النظام للتخلص منه، إلا أنه في كل مرة يخرج إلى جانب مجرم الحرب بشار الأسد لصيقًا له في نفي عملي لتلك الشائعات. وصفته تقارير مصرية عقب زيارته الأخيرة لمصر بأنه "كلمة السر في الأزمة السورية" وأنه "يجمع الملفات الحساسة وخيوطها في يده، فهو رجل النظام السوري الوحيد الذي استطاع أن يزور عواصم عربية مهمة منذ بدء الأزمة في 2011 وحتى الآن، وفى كافة مراحل المفاوضات خلال العامين الماضيين كان هو الصورة الأبرز كمحرك للأحداث".
عينه مجرم الحرب بشار الأسد رئيسا لمكتب الأمن القومي خلفا لهشام بختيار، الذي قتل في تفجير بدمشق، وكان قد شغل سابقا منصب مدير أمن الدولة، ولقد أثيرت الكثير من الأنباء حول زياراته التي اتخذت طابعًا سريًا لبعض العواصم العربية الداعمة للمعارضة السورية منها السعودية وعمان، فضلًا عن لقاءاته السرية أيضًا مع منشقين عن النظام ومعارضين. ذلك إضافة إلى زياراته المعلنة والتي كان آخرها زيارته لمصر قبل نهاية عام 2016. ويعتبره مراقبون الصندوق الأسود لنظام مجرم الحرب بشار الأسد.
وقامت بعض الدول الكبرى بطرح اسم ذلك الرجل السبعيني مجرم الحرب علي مملوك ليكون خليفة بشار الأسد في انتقال سياسي في سورية، ومن ثم ينظر إليه الكثيرون بوصفه خليفة لمجرم الحرب بشار الأسد، لاسيما مع تكوينه لشبكة علاقات واسعة وقوية مع مسئولي أهم أجهزة الاستخبارات في العالم، كالمخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والروسية والإيرانية، والدول العربية.
مجرم الحرب علي مملوك وموقفه من الثورة السورية وعلاقته بأمريكا
مارس مجرم الحرب علي مملوك –وهو قليل الظهور-جملة من الإجراءات القمعية ضد الشعب السوري، وأصدر أوامره –بحكم منصبه- بقمع التظاهرات السلمية وإلقاء القبض على النشطاء وعمليات الاغتيالات التي تمت.
وكان موقع "ويكيليكس" قد كشف في برقية دبلوماسية أن مجرم الحرب مملوك التقى دبلوماسيين أمريكيين في 2010 لمناقشة الجهود الرامية إلى تكثيف التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، كما تتحدث برقية دبلوماسية أمريكية مؤرخة في 2007، كشف عنها موقع "ويكيليكس" أيضا، عن أنشطته المثيرة للجدل المتعلقة بلبنان، وقمعه للمجتمع المدني السوري والمعارضة الداخلية.
ويحفل تاريخ مجرم الحرب علي مملوك بالوقائع والأحداث التي جعلت منه رجل النظام الأول، ولربما الأخير في الوقت الراهن، بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها السنوات الماضية من عمر الثورة في سورية.
لقد كان ولاء مجرم الحرب على مملوك وخبراته القمعية والإجرامية وكذا علاقاته الدولية مع أجهزة مخابرات عالمية كبرى، جعلت منه الرجل الأقوى في نظام مجرم الحرب بشار الأسد، وحائط الصد الذي يعتمد عليه النظام في ترتيب أوراقه وعلاقاته.
سوريون يرفعون دعاوى في بعض بلدان أوروبا على مجرم الحرب علي مملوك
لقد رفع تسعة سوريين، دعاوى قضائية ضد مسؤولين بارزين في نظام بشار الأسد في سورية، والسوريون التسعة من الناجين من الاعتقال في سورية، وتقدموا في العاصمة السويدية ستوكهولم، بملف دعوى بحق 25 ضابطا في أجهزة أمن نظام بشار الأسد، ومسؤولين عن التعذيب والإخفاء القسري بأربعة أفرع أمنية في سورية.
جاء ذلك وفق ما أكده رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي أنور البني، الذي يعد من الذين ساعدوا على رفع هذه القضايا ضد مسؤولي النظام.
ومجرم الحرب علي مملوك وإن كان يبدو في بعض الأحيان حريصًا على الحوار، وقد فتح حوارًا مع السعودية ودول مناهضة للنظام، وكذا لقاءاته مع أطراف معارضة ومنشقين عن نظام مجرم الحرب بشار الأسد، وجميعها لقاءات تمت بصورة سرية تامة، إلا أنه لا يخفي أيضًا دوره الإجرامي في قمع الثورة والمعارضين، فهو صاحب يد تقتل وتدعم النظام حتى آخر نفس من عمره وأخرى تناور وتحاور بغية تثبيت أقدام مجرم الحرب بشار الأسد.
المصادر:
*موقع سوريتي الالكتروني _ 25 تشرين الثاني 2019
*-منظمة “مع العدالة PRO JUSTICE ”- كتاب القائمة السوداء
*موقع "syria4all" 23/3/2012
*موقع عربي 21 _ 26/2/2019
وسوم: العدد 869